الفراعنة، الذين يعتبرون رمزاً للسلطة والإبداع والفخامة في تاريخ البشرية، كانوا حكام مصر القديمة منذ حوالي عام 3150 قبل الميلاد وحتى سقوط المملكة الحديثة عام 343 قبل الميلاد تقريباً. يُطلق عليهم هذا الاسم نسبة إلى "فرع"، وهو لقب ملكي يعني "الكبير" أو "السيد العظيم". كان هؤلاء الحكام يحكمون مملكة شاملة تمتد عبر النيل ومنطقة الدلتا جنوبا حتى الجزء الجنوبي من السودان الحالي.
كانت حياة الفرعنة معقدة ومتعددة الجوانب، فبالإضافة إلى دورهم السياسي والعسكري، لعبوا دوراً رئيسياً في الدين المصري القديم. اعتبر المصريون القدماء فرعونهم إلهاً محلياً أو ابن الإله رع، حاكم الشمس عندهم. وهذا ما جعل السلطة الملكية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالرهبانية والدين. لذلك حرص كل فراعنة على ترك وصمة عهدٍ تتضمن تعليماته للحفاظ على النظام وتنظيم شؤون الدولة بعد وفاته.
أبرز صفاتهما كانت التدين الشديد وحبهما للملكوت والأعمال الباذخة. بنى العديد منهم المعابد والمعالم الضخمة مثل الأهرامات والجدران الملونة التي تزينها رسوم توضح حياتهم اليومية والطقوس الدينية. كما اهتمّوا بتطور الزراعة والتجارة مما ساعد بشكل كبير في ازدهار اقتصاد البلاد آنذاك.
ومن بين أشهر الفراعنة غالبًا ما نذكر الملك خوفو الذي أمر ببناء هرمه الشهير بزاويته الصحيحة المثالية، والملك تحتمس الثالث مؤسس الإمبراطورية المصرية الأولى والذي توسع حدود ملكه نحو الشرق والجنوب، وكذلك الملكة حتشبسوت التي تعتبر واحدة من أكثر النساء تأثيراً في التاريخ الإنساني. آخر فرعون معروف هو كليوباترا السابعة والتي شهدت نهايتها نهاية حكم الأسرة البطلمية وعصر مصر الفرعوني.
إن دراسة عصر الفراعنه تمثل اكتشافا هائلا للعالم الحديث؛ فهي تكشف لنا ثقافة متقدمة للغاية رغم بساطتها الظاهرة بمقاييس وقتها، وهي أيضًا مصدر إلهام مستمر لعصور لاحقة سواء فيما يتعلق بالتخطيط العمراني الكبير أم الفن أم العلم الشرقي القديم عموما.