على الرغم من عدم وجود "اختراع" للدخان بالمعنى التقليدي للكلمة، إلا أنه يمكن تتبع انتشار واستخدام دخان التبغ إلى الثقافات القديمة. يعود استخدام التبغ إلى حضارات ما قبل كولومبوس مثل شعب المايا والهنود الأمريكيين الذين اعتمدوه في طقوسهم الروحية. سمّاه هؤلاء السكان المحليون "تيتيل".
في القرن الخامس عشر، قدم المستكشف الشهير كريستوفر كولومبوس للعالم الغربي عادات سكان الأراوكاس في كارايبي، حيث كانوا يدخنون باستخدام الأنابيب المعروفة الآن بأنبوب توباغو - وهي الاسم السابق لاسم التبغ نفسه. هذا الاكتشاف جعل العالم الحديث يكتشف هذه المادة الجديدة والعادات المرتبطة بها.
انتقلت تجارة التبغ بسرعة كبيرة عندما أحضر بحار فرنسي يُدعى نيكوت عينات منه إلى فرنسا خلال العام ١٥٥٩؛ ومن هنا جاءت تسميته العلمية "النيكوتين"، وذلك تقديرا لإسهاماته البارزة في تسويقه وتوزيعه العالمي. شهد القرن التاسع عشر تصنيع الآلات الحديثة لصناعة ورق سجائر ومعاصر فحم الكبريت، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة الشعور بالإلحاح حول ضرورة تنظيم عمليات إنتاج ودعارة منتجات التبغ. وقد ساعدت القوانين المقيدة لهجرة سرعات عملية انتقال ثقافة تدخين التبغ نحو الشرق الأوسط والدول العربية الأخرى والتي تعتبر جزء أصيل من حقبة الاستعمارية في مطلع القرن الماضي .
إن التأثيرات الصحية الخطيرة للتدخين متعددة ومتنوعة وموثقة جيدا طبيا واجتماعيا واقتصاديا أيضا! فهو سبب رئيسي للعديد من الأمراض مثل سرطان الرئتين والحلق والجلد, امراض القلب والشريان, وكذلك مضاعفات أخرى متعلقة بالفم والاسنان كالاصفرار والفطريات وغيرها الكثير... علاوة علي ضرره علي الصحة العامة والنظام البيئي نظرا لغازات ثاني اكسيد الكاربون الفتاكة والسامة المنبعثة أثناء الاحتراق. لذلك فإن الوعي بخطورته يعد خط الدفاع الأولى ضد مخاطر إدمانية تلك الممارسة المدمرة للأفراد والمجتمعات سوية .
