تعد دولة الكويت واحدة من أقدم الدول التاريخية التي شهدتها المنطقة العربية، ولها تاريخ غني يعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد. بينما يحدد المؤرخون الحديثون عام 1613 كعام للتأسيس الرسمي لدولة الكويت الحديثة، فإن الجذور الحقيقية لتاريخ البلاد يمكن تتبعها إلى فترات سابقة بكثير.

في الأصل، كانت الكويت عبارة عن قرية صغيرة قائمة على ساحل الخليج العربي، وقد استوطنتها قبائل بدوية تنتمي لقبيلة عتيبة المتفرعة من بني تميم العربية. هذه القرية الصغيرة ظلت مستقرة حتى القرن الخامس عشر عندما انتقلت القبيلة إلى موقع أكثر استراتيجياً قرب الشاطئ، وهو ما يُعرف الآن بالكويت القديمة. هذا الانتقال عزز الوجود التجاري للقرية وأدى إلى توسع اقتصادها وازدهارها بشكل ملحوظ.

خلال القرن السابع عشر، ازداد نفوذ آل صباح الذين كانوا يحكمون المنطقة بصفتهم شيوخاً محليين. هذه الفترة شهدت بداية التحول السياسي والديني المهم بعد انتشار الإسلام، مما أدخل الاستقرار ونظام الحكم المركزية للمرة الأولى. لكن نقطة تحول حاسمة جاءت مع نهاية القرن السابع عشر وبداية الثامن، حيث أصبح الشيخ مبارك الصباح حاكم الدولة الفعلي وكانت فترة حكمه مليئة بالإنجازات الدبلوماسية والعسكرية التي مكّنت الكويت من تحقيق استقلالها وتوسيع حدودها.

بعد ذلك بفترة قصيرة نسبياً، حصلت الكويت على الاعتراف الدولي كمملكة مستقلة تحت قيادة الشيخ أحمد الجابر الصباح في مطلع القرن العشرين. وفي عام 1922، اعترفت المملكة المتحدة باستقلال الكويت ككيان سياسي مستقل تماماً ضمن منطقة النفوذ البريطاني.

ومن الجدير بالذكر أيضاً دور الأمير الشيخ عبد الله السالم الصباح، والذي قاد البلاد نحو التنوير والتحديث خلال الحقبة بين الحربين العالميتين. لقد لعب دوراً رئيسياً في وضع اللبنات الأساسية لبنية مؤسسية متينة للدولة الحديثة، بما في ذلك إنشاء أول دستور لها في العام ١٩٦٢.

وبذلك نرى كيف تطورت دولة الكويت من مجرد قرية صحراوية بسيطة إلى دولة ذات حضارة عريقة وثقافة فريدة ومكانة عالمية مرموقة، وذلك بفضل جهود العديد من الشخصيات البارزة والمراحل التاريخية المحورية التي مرت بها منذ تأسيسها الرسمي في عام ١٦١٣ حتى يومنا هذا.