تعد ظاهرة المد والجزر أحد أكثر الظواهر الطبيعية إثارة للاهتمام وتأثيرًا على البيئة البحرية والمحيطات العالمية. هذه الظاهرة تحدث نتيجة لتفاعل القوى الجاذبية بين الأرض والقمر والشمس، مما يسبب ارتفاع وانخفاض مستوى سطح الماء في البحار والمحيطات بشكل دوري.
المد هو مرحلة ارتفاع المياه فوق خط الشاطئ العادي، بينما يُعرف الانحسار بالانخفاض في مستوى مياه البحر إلى ما دون المستوى المعتاد. يحدث هذا التحول في مستويات المياه عدة مرات في اليوم الواحد، وهو أمر يمكن ملاحظته بوضوح على طول الساحل. تتراوح فترات مد وجزر عادةً بين يومين ونصف إلى سبعة عشر ساعة تقريبًا، اعتمادًا على موقع الموقع بالنسبة للقطبين الشمالي والجنوبي للأرض وللتقويم الفلكي.
يلعب كلا الجسمَين الأسميين - القمر والشمس – دوراً رئيسياً في توليد قوة جذب تؤثر على كتلة المياه داخل محيطات العالم. ومع ذلك فإن تأثير جاذبية الشمس أقل بكثير مقارنة بالقمر نظراً لبُعدها الأكبر عنه. بالإضافة لذلك يلعب دوران الأرض الدور الرئيسي أيضًا بإحداث اختلاف طفيف في اتجاه هاتين القوتين الجاذبيتين.
ومن الجدير ذكره أنه يوجد نوعان رئيسيان لمد وجزر؛ الأولى هى "الأمواج النصفية"، والتي تحدث مرتين يوميًا بسبب التأثيرات المشتركة للقمر والشمس، والثانية هى "الأمواج الرباعية"، التي تنشأ عند تكرار نفس الارتفاع أو انخفاض مستوى المياه بعد كل ست ساعات نتيجة تأثيرات متزامنة لكلتا المصاردتين.
بشكل عام تعتبر ظاهرة المد والجزر جزءاً حيوياً من دورة حياة الحياة البحرية وحتى الإنسان نفسه بطرق مختلفة مثل الصيد وصنع الخرائط واستخدام الطاقة الكهرومائية وغيرها الكثير. إنها ليست مجرد حدث طبيعي جميل لمشاهدته ولكن لها أهميتها العلمية والتطبيق العملي الكبير أيضا.
