تعتبر مغناطيسيات قوى الطبيعة الغامضة التي اذهلت الإنسان منذ القدم وحتى يومنا هذا. إنها ظاهرة فريدة توفر العديد من الاستخدامات العملية والتطبيقية بشكل لا يمكن تصوره في حياتنا اليومية وفي مختلف المجالات العلمية. سنسلط الضوء هنا على بعض أهم وأكثر استخدامات المغناطيس شيوعاً والتي أثرت بشكل كبير على تقدم البشرية وتسهيل الحياة الإنسانية.
- في مجال الاتصالات: يلعب المغناطيس دوراً أساسياً في نقل الإشارات الكهربائية عبر أسلاك الهاتف والبث الراديوي والتلفزيوني وغيرها من أشكال التواصل البعيد المدى. تعمل الأسلاك النحاسية كموصلات للموجات الكهرومغناطيسية الناجمة عن الحقول المغناطيسية المتغيرة الخاصة بالمغناطيس. وهذا يسمح بإرسال واستقبال الرسائل الصوتية والفيديوهات بسرعة ودقة عالية.
- التشخيص الطبي: يستخدم الأطباء والمختصون في الطب الحيوي تقنية الرنين المغناطيسي MRI لتوفير صور مفصلة جداً لأجزاء الجسم الداخلية بدون تدخل جراحي. تعتمد هذه التقنية على تسخير قوة حقول مغناطيسية قوية لإنتاج الصور التفصيلية للأعضاء والعظام والأربطة داخل جسم الإنسان. يساعد ذلك في تشخيص الأمراض مثل السرطان بشكل أكثر دقة وبالتالي اختيار العلاجات الأنسب لها.
- الصناعة: تعد الصناعة أحد القطاعات الأكثر اعتماداً على خاصية جذب المواد بواسطة المغناطيس. تتضمن أمثلة هذا التطبيق غالبية المصانع الحديثة حيث يتم استخدام المصائد المغناطيسية لاستخراج الشوائب المعدنية والحفاظ عليها بعيداً عن المنتجات النهائية. كما تتميز وسائل الانتقال الكبيرة مثل القاطرات والسفن باستخدام محركات كهربائية تعتمد على حلقات فاراداي لتوليد الطاقة اللازمة للحركة.
- العلوم الفيزيائية: يُعدّ قانون كولوم القانون الجوهري لفهم كيفية تأثير شحنات كهربية متقاربة على المغناطيس. كما أنه يوضح كيف يؤثر مرور التيار الكهربائي خلال ملف معدني مما ينتج عنه حقلاً مغناطيسياً ويمكن تحويله لاحقاً إلى طاقة كهربائية مرة أخرى وفقا لقانون فاراداي للعرض الذاتي الكهرومغناطيسي - وهو ما يعرف بالمحولات الكهربائية المستخدمة بكثرة في شبكات الكهرباء المنزلية والصناعية.
- التكنولوجيا الرقمية: تُستخدم رقائق المغناطيس أيضاً بشكل واسع ضمن الذاكرة الدائمة لأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والأدوات الإلكترونية الأخرى. تقوم تلك الرقائق بتسجيل البيانات بتنسيق ثنائيات ثنائي بسيط - صفر واحد - وذلك بناءً على وجود وشدة التأثير المغناطيسي المؤقت لكل خلية تخزين فردي. وهذا يبقى حتى بعد إنقطاع مصدر الطاقة الخارجي للجهاز نفسه.
- الترفيه والرياضة: بالإضافة لاستخدامه العملي الواسع النطاق, يتمتع المغناطيس أيضا بتقديم تجارب ممتعة للناس سواء كانوا يحاولون تحقيق توازن معلق به أو يشاهدون عروض الخدع المسرحية المبهرة ذات الطابع السحري والتي تستغل خصائص التصاق ونشوء مجالات مغناطسية بين أجسام مختلفة تحت سيطرة أداء فنان ساحر ماهر!
هذه مجرد لمحة عامة عن مدى تأثير وفائدة تطبيق علم المغناطيس بمجالات عدة تبدأ بالإتصال وانتهاء بالإستجمام الترفيهي ، فالقدرة العالمية لهذه الظاهرة الرائعة تؤكد لنا أنها ليست فقط وسيلة لإنشاء منتجات مبتكرة ولكن أيضًا أداة رئيسية لبحث معرفتنا حول العالم الطبيعي بطريقة غير مسبوقة مستقبلاً .