في سياق العملية التعليمية الحديثة، يُعتبر التقويم التربوي ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التعلم وضمان فعالية النظام التعليمي. يهدف هذا النوع من التقويم إلى تقييم جوانب مختلفة مثل الطلاب والمعلمين والمنهج الدراسي وغيرها، وذلك باستخدام أدوات متنوعة وتطبيق منهج علمي دقيق. تتضمن مراحل التقويم التربوي عدة خطوات مهمة:

1. مرحلة ما قبل البدء بالتقويم: تبدأ هذه المرحلة بتحديد الجمهور المستهدف وفهمه بشكل شامل - بما في ذلك القدرات الحالية والمهارات المعرفية لكل طالب. تقوم هذه الخطوة بتوفير فهم معمق لمستويات التحصيل الأكاديمي الحالي للطلاب وبنية تعليمهم السابقة.

1. مرحلة التقويم البنائي: أثناء تنفيذ عمليات التقويم، يكون التواصل مفتوحا بين المعلمين والطلاب لنقل تقدم الطلبة ورصد المكاسب الجديدة المكتسبة خلال فترة التدريب. يعد هذا تبادل المعلومات ضروري لإعلام جميع الأطراف بالتقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف التعليمية المشتركة.

1. مرحلة التقويم العلاجية: هدفها التصحيح الفعلي لأي مشاكل قد تظهر خلال سيرورة التعلم. فهي شكل مباشر للتدخل الشخصي المصمم لمساعدة بعض الطلاب الذين يحتاجون لإعادة التركيز على مواطن قوة محددة. تساعد هذه الإجراءات التشخيصية والعلاجية المبكرة على ضمان الحصول على نتائج متوازنة ومحفزة.

1. مرحلة التقويم النهائية: هي الخاتمة الطبيعية لسلسلة عمليات التفكير والتحليل العقلي المرتبطة بمراقبة التطور العام للأداء العام للطلاب والمنهج الدراسي نفسه والنظام برمته أيضا. تشمل جمع ودراسة كافة المؤشرات الدالة على نجاعة الاستراتيجيات المعتمدة وانعكاساتها المحتملة مستقبلاً. إنها مرحلة تسليط الضوء على الحقائق والسياقات ذات الصلة لاتخاذ قرارات مدروسة بشأن مسار العمل المستقبلي للتقدم لمزيد من التطوير الأمثل للنظام التعليمي بأكمله.

إن دور الاختصاصين في مجال التربية هنا دور حيوي للغاية، حيث يقوم هؤلاء بالإشراف العلمي المدقق على مختلف عناصر منظومة التقويم التربوي منذ لحظة التنفيذ الأولى حتى تقديم توصيات قابلة للتطبيق واقعياً بغرض النهوض بالأداء الشامل لكافة الجوانب الرئيسية للتحصيل الأكاديمي بكفاءته المثلى وفق أعلى المعايير العالمية للجودة التربوية الشاملة.