تعدّ أدوات التوكيد مكوِّنات أساسية في بناء الجملة العربية، وتُستخدم لإضافة قوة وتعزيز المعنى للفظ المُؤكد عليه. تُشتقُّ هذه الأدوات من مفاهيم متعددة مثل القوة والقوة الزائدة والإلحاح وغيرها. يهدف هذا المقال إلى استعراض أهم أدوات التوكيد وأنواعها واستخداماتها المختلفة حسب السياق والمعنى المرغوب توصيله.
أصناف أدوات التوكيد
تنقسم أدوات التوكيد عادةً إلى ثلاث فئات رئيسية:
- أدوات توكيد قاطعة: تشير هذه الأدوات إلى التأكيد المطلق وعدم وجود مجال لأي شك أو تجاذب. ومن الأمثلة عليها "إنَّ" و"لا" النافية للجنس. يُنصب الفعل بعدهما مباشرةً ولا تأتي فيهما حروف العطف إلا بتقديم حرف الجر قبل الجزأين المشبهين بالفعل. مثال ذلك: إنَّ اللهَ غنيٌّ عن عباده، ولا يعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء.
- أدوات توكيد غير قطعية: تعبر هذه الأدوات عن درجة أقل من اليقين مقارنة بالأولى ولكنها تبقى مؤكدة وفصيحة للمعنى بدون الحاجة للتأكيد السابق له. تنقسم بدورها لبنتان:
- التوكيد المؤكد المؤخر: يتم وضع الفعل المضارع هنا بين حالتين مختلفتين؛ الأولى تكون فيها اللام للإيجاب والأخرى مع "لكن". أمثلتها: يعملون ولن يكلوا أبداً، لكنْ سيستمروا حتى النصر.
- التوكيد المؤكد المقترن بحرف العطف: يستخدم حينما نشعر بالحاجة لتوضيح مدلول ما سبقه وإعطائه مكاناً بارزاً بالنظر إليه كجزء ذا قيمة مستقلة بنفس مستوى الجزء المتصل معه بالعطف والحال. مثاله: جاء الناس كثيرون وإنما جاء المفكرون أكثر عددا منهم كثيرا!
- أدوات توكيد ناسخة: تتضمن تلك الآلية تغيير حالة الاسم الذي ستوضع بعدها ليصبح مبتدأ جديدا لها ومعطوفا فيما صدر قبله قبل ظهورها كذلك. سنذكر منها لفظ "من"، فهو يؤدي مهمتين اساسيتين وهما تقديم الغرض الرئيسي لفكرتنا بالإضافة إلى تعديل ترتيب بعض الألفاظ بما يشابه تقسيم الأفكار داخل منطوق واحد وفق خط سير معقول ومترابط حسب رغبات المحاور والمستمع أيضا. مثال تطبيق عملي لذلك: قال العالم بأن العلم نور لمن يسعى خلف آفاق فضاوته الواسعة، ومن دونه سيكون الإنسان بلا بصيرة وبشعره مفتوحا أمام كل ضلالات الظلام وجحيمه الدامي.
استخدامات متنوعة لأدوات التوكيد
يمكن اعتبار كل نوعٍ سابق ذكرُه مُلائماً لمختلف المواقف الاجتماعية والسلوكية اليومية اعتمادا علي خصائص متنوِّعات تلبي مختلف الاحتياجات والصراعات الشخصية والعاطفية اوالسياسية ايضا . حيث تواجه الانسانيات العديد من العقبات سواء كانت بسيطة ام شديدة الصعوبة ، الا ان القدرة علي اختيار الطريقة المناسبة للسرد والتعبير الصادق عنها تعتمد بشكل كبير علي مدى قدرتها علي تحديد اللحظات المناسبة لاستخدام ادوات التوكيد المختلفه مما يساعد بالتالي اثراء فهم المستقبل للمحادثة ويجعلها اكثر جاذبيه وانطباعيه لديهم خلال خضم نقاش يحمل هموم جوهرية تحتاج لحسم وحسم سريع . ليس فقط حرصا علي الوقت بل لأن للحظة الاختيار النوع الامثل من عبارات التعريف بالقضايا مهما بلغت اهميتها دور فعال بإلقاء الضوءعلي طبيعتها ودفع البعض الآخر نحو تبني وجه النظر نفسه عند رؤيته لقوة حجتهم ومصداقيتهم المطلقة التي تكفل لهم تقديرا واحتراما اكبر لدى جمهور المستمعين الذين سوف ينهلون منه قدرا هائلا معرفيا وسلوكيا مستقبلا .
وفي الأخير فإن إدراك فنيات كتابة الرسائل المتميزة باللغةالعربية بفروقات طبقية وظيفية مختلفة يعد علامة فارقة لتحسين المهارات التواصلية وتحويل العلاقات الإنسانية عبر شبكات واسعه وغياب العوائق المكانية والزمانيه حالياً بسبب تقدم وسائل التقنية الحديثة والتي طورت طرق الاتصال بين البشر بغاية سهولة وتوفير وقت كبير ونحن ندخل دهاليز القرن الواحد والعشرين الحالي بثقة وشغف كبير لشغل مساحة جديدة كاملة مليئة بالإبداعات المعرفيه والثقافيه بينما نحافظ دائما تأثيرهن الإيجابي الاجتماعي باختلاف الاعراق والجنسيات العالمية مجتمعة تحت مظلة واحدة تضم أفراح وآمال مشتركة لكل الشعوب الأرض كلها...
