على مر القرون، كانت فكرة كروية الأرض موضوعًا لجدال ومناقشة بين الفلاسفة وعلماء الفلك القدماء. رغم اعتقاد العديد بأن الأرض مسطحة، إلا أن هناك مجموعة من العلماء الذين أثبتوا بشكل قاطع أنها كرة. يعود الفضل الكبير في هذا الاكتشاف إلى عدة شخصيات بارزة في تاريخ العلم.
أحد أبرز هؤلاء هو بطليموس، عالم رياضيات وفلك يوناني عاش في القرن الثاني الميلادي. قدم بطليموس أول نموذج علمي دقيق لكيفية دوران الأجرام السماوية حول الأرض. وعلى الرغم من أنه لم يؤكد صراحةً كروية الأرض، إلّا أن نظريته تتطلب وجود شكل كروي للأرض حتى يعمل النموذج بدقة عالية.
في اليونان القديمة أيضًا، طور الفيزيائي والفيلسوف أرسطو نظرية تعتمد على ملاحظة ظاهرة الغروب والميل الظاهري للشمس عند الحواف الجغرافية للكرة الأرضية. هذه الملاحظات دعمت فرضية كروية الأرض.
ومع ذلك، فإن الدليل الأكثر إقناعاً جاء من الرحلات البحرية الطويلة التي قام بها البحارة العرب والإسبان خلال عصر النهضة الأوروبية. لاحظ كريستوفر كولومبوس وغيره من المستكشفين أن الشمس تبدو أعلى فوق الأفق أثناء الخروج من خط الاستواء مما يشير إلى انحناء سطح الأرض. كما ساهم تحسين التقنيات البحرية مثل استخدام البوصيلات في تأكيد هذه الفرضية.
وفي الجزء الشرقي من العالم الإسلامي، كان ابن الهيثم أحد أشهر علماء الرياضيات والفلك المسلمين الذين أجرىوا دراسات معمقة حول أشكال وأبعاد الأرض بناءً على رصد حركة القمر والشمس.
بالتالي، يمكن القول إن اكتشاف كروية الأرض ليس نتيجة جهود فرد واحد فقط ولكنها نتاج تراكم المعرفة والرؤى العلمية المتنوعة عبر الزمان والمكان.
