تُعتبر منطقة كنعان، التي كانت موطن الكثير من الحضارات القديمة مثل الآراميون والقبطيون والفينيقيون، محور اهتمام كبير بين المؤرخين وجغرافيي العصور القديمة حتى يومنا هذا. هذه المنطقة الجغرافية الغنية بالثقافة والتاريخ تمتد عبر ما يعرف الآن بشرق البحر الأبيض المتوسط وشمال غرب شبه الجزيرة العربية.
تشير الأدلة التاريخية إلى أن حدود أرض كنعان تضمنت معظم المناطق الواقعة اليوم ضمن دول مثل سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وأجزاء من تركيا وإسرائيل. وكانت غالبية هذه الأرض تشغلها مجموعة متنوعة من القبائل والمدن الفرعية التي شكلت حضارتها الخاصة والمعقدة تحت مظلة اسم "كنعاني".
كان موقع كنعان استراتيجيًا للغاية نظرًا لقربها من طرق التجارة الرئيسية ومنحها موقعاً جغرافياً فريدًا يسمح بالتواصل الثقافي والتجاري مع مختلف الأمم حول حوض البحر الأبيض المتوسط. وكان للنهر الكبير لنهر الأردن دور أساسي في توفير المياه اللازمة للزراعة وتطوير البنية التحتية المحلية.
بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والثقافية، تركت كنعان بصمتها الفريدة في الفن والعمران والدين، مما جعلها مركز جذب هائل للأبحاث والاستكشافات الأثرية لعقود طويلة. وبالتالي يمكن النظر إليها كأمجاد تاريخية تعكس تنوع العالم القديم وترابطاته.
