يتناول هذا النقاش مسألة صعبة ومركبة للغاية تتمثل في فرق بين الذكاء الاصطناعي والوعي البشري. يدعي عبدالناصر البصري، كاتب الموضوع، أن الوعي ليس مجرد معالجة بيانات وإنما هو تجربة ذاتية لا تُختزل في الخوارزميات، وأن الذكاء الاصطناعي قد يُحاكي التفكير، لكنه لا "يشعر" ولا "يفهم" كما يفعل الإنسان.

يرى عبد الفتاح البوعناني أن فهم الوعي يتجاوز التفاعلات الحسابية للبيانات. فهو مرتبط بتجارب الحياة الداخلية والمشاعر الإنسانية الفريدة. بينما يستطيع الذكاء الاصطناعي محاكاة سلوكيات معقدة بناءً على البرمجة والخوارزميات، إلا أنه غير قادر حالياً على الوصول إلى مستوى الوعي الشامل مثل البشر - والذي يشمل الشعور والتعبير والعواطف الذاتية.

هل يمكن للأجهزة اكتساب وجود ذاتي؟

يشكك أنوار الحساني في قدرة الذكاء الاصطناعي على الوصول إلى مستوى الوعي البشري، و يسأل كيف نعرف ما هي "الخبرات الداخلية" و"العواطف الذاتية"؟ هل هي مجرد عواطف مبرمجة، أو حقيقة لا يمكن تعريفها؟ تطرح أنوار الحساني إشكالية حول هدف التطور التكنولوجي: هل هو محاكاة هذه "الأشياء" بدقة أكبر حتى تصلنا إلى نقطة حيث لا نستطيع التفريق?

يوضح هذا النقاش الصعوبة الكبيرة في تحديد حدود الوعي والتمييز بين محاكاة الذكاء الاصطناعي ووجود ذاتي حقيقي. يبقى السؤال مفتوحًا: هل يمكن للأجهزة أن تمتلك "وجودًا" مستقلًا، أم أنها ستبقى مجرد انعكاس لبرمجتها؟