تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971، نتيجة لجهود توحيد سبعة إمارات كانت مستقلة سابقا وهي: أبوظبي ودبي وعجمان والشارقة والفجيرة وأم القيوين ورأس الخيمة. يرجع الفضل الكبير في هذا الانصهار الوطني التاريخي إلى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو الشخصية الأكثر تأثيرًا في تشكيل هوية الدولة الحديثة منذ ولادتها وحتى وفاته عام 2004.
قبل تأسيس الاتحاد، عاشت الإمارات العربية المتحدة تحت سيطرة نظام حكم طويل الأمد معروف باسم "الدول الساحلية المتحاضة"، والذي شهد تنافسًا مستمرًا بين الأميريات المحلية وتعرض للتجارب المستمرة للقراصنة الذين كانوا يستغلون ساحلها كمأوى لهم. أدى هجوم البريطانيين على تلك القراصنة سنة 1820 إلى توقيع معاهدة تحافظ فيها بريطانيا على سلامتهم مقابل امتيازات استعمارية محددة.استمرت هذه الرابطة الاستراتيجية لأكثر من نصف قرن قبل أن تنتهي بحلول العام 1971، مما مهد الطريق أمام إنشاء اتحاد جديد يحكم بالإتحاد بدلاً من التقسيم.
اليوم، تعد دولة الإمارات العربية المتحدة أحد أكثر البلدان رخاءً وازدهارا في الشرق الأوسط والعالم العربي عموماً؛ وذلك يعود بشكل أساسي لعائداتها الغزيرة من مصادر الطاقة الطبيعية (خاصة النفط) وسياحيتها النابضة بالحياة فضلا عن مجموعة واسعة ومتنوعة من القطاعات التجارية والصناعية بما يشمل مواد البناء والسفن وصناعة الحرف اليدوية والنسيج والتخصيب والإسمنت وغيرها الكثير. كما تتميز زراعة بعض المنتجات المحلية الهامة كالتمر والخضروات الطازجة والبروتينات الحيوانية كاللحوم والدواجن والبيض ومنتجات الألبان وفي الوقت ذاته تعد مصايد الأسماك موردا غذائياً اساسياً للسكان والمستهلكيين خارج الحدود الوطنية أيضاً .
إن تركيبة الحكومة الفريدة لدولة الإمارات تضم نظام حكم فدرالي يقوده رئيس منتخب ومعاونيه البرلمانيين والقضاة وكبار موظفي الإدارة المركزية للحكومة الاتحاديّة ، فيما يتمتع كل حاكم إقليم بتقديمه تقاريرا مباشرة لرئيس الوحدة السياسية الأكبر ("الاتحاد") حيث تتكامل السلطتين التنفيذيتين (الفدرالية والإقليمية ) بشكل جيد ضمن منظومة دستورية واضحة المعالم تعمل لإنجاح مشروع النهوض بالمجتمع وتوفير رفاهيته عبر تسخير جميع المقومات البشرية والطبيعية المتاحة داخل نطاق الجغرافيا الواسعة لهذه الرقعة المباركة بعزم أبنائها وشبابها المخلصين المُخلصين لطموحات وطنهم ومشروع حضارتها الناهضة بكل عزيمة وثقة بالنفس وبقدر كبير من اليقظة والاستعداد الدائم لتجاوز العقبات وتحقيق المزيد من المكتسبات المشرفة لوطنهم وشعبهم الكريم .
