تدور نقاش حادّ حول كيفية تلاعب الحكومات وأصحاب المصالح الخاصة بمحتوى المناهج الدراسية لصالح أجندتهم السياسية والاقتصادية. تدخل "نادين بن يعيش" مؤكدة على خطورة هذه الظاهرة حيث قد يؤدي حذف بعض القضايا الناقدة وإدخال مواد مدروسة بعناية لإثبات حقائق معينة إلى تشويه الحقيقة وتعزيز معتقدات ضيقة ومتحررة من الواقع. تطالب باتخاذ العناية عند استهلاك المعلومات وأن تكون المنابع واضحة وموثوق بها.

من جهته, يرى "عبد المحسن المجدوب" بأن الدور الأساسي لمؤسسات التعليم الجامعي يتجاوز مجرد تطبيق الأوامر الصادرة عنه. فهو يشدد على ضرورة وجود رقابة داخل النظام نفسه تتأكد من دقة وفائدة كل تغيير مقترح للمناهج. وهذا النوع من الرقيب الداخلي مضمون أكثر بكثير من الاعتماد فقط على الجهات الخارجية، مما يكفل سلامة المعرفة والمعايير العلمية.

على الرغم من اختلاف طرائق حل المشكلة - سواء كانت متوجه نحو مراقبة المصدر أم التركيز على ضبط العملية الداخلية للجامعات - فإن الجانبين اتفقا أن الغرض الرئيسي للنظام التربوي يجب أن يبقى تعليم الحقائق بطرق غير متحيزة، والحفاظ على مستويات عالية من النزاهة والإتقان الأكاديمي.