إن مسيرة التحول إلى طبيب هي رحلة طويلة ومجهدة تتطلب الجهد الأكاديمي العالي والاستعداد النفسي القوي. أول خطوة نحو تحقيق هذا الحلم تبدأ بالثانوية العامة، حيث يجب التركيز على اختيار المواد العلمية المناسبة مثل الرياضيات والكيمياء والأحياء. بعد ذلك، يأتي دور الاختبارات الجامعية التي تعتبر بوابة الدخول للتعليم الطبي. عادةً ما تستمر دراسات الطب بين 5 إلى 6 سنوات في الجامعات المحلية والإقليمية. خلال هذه الفترة، يتم تقديم مجموعة متنوعة من المواضيع الطبية الأساسية بما فيها التشريح والفسيولوجيا والأشعة وغيرها الكثير.
بعد الانتهاء بنجاح من مرحلة البكالوريوس، يمكن للمتدربين الانخراط في السنة الأولى من التدريب السريري المعروف باسم "الإنترنس". هنا، يبدأ المتعلمون تطبيق المعرفة النظرية المكتسبة سابقاً بشكل عملي تحت إشراف الأطباء ذوي الخبرة. الغرض الرئيسي لهذه السنة هو تعزيز المهارات العملية وتعريف المتدربين بكيفية التعامل مع المرضى وحالات طوارئ مختلفة ضمن بيئة سريرية حقيقية.
وفي السنوات التالية تُعرف بفترة الإقامة، والتي قد تستغرق حوالي ثلاث إلى سبع سنوات اعتماداً على نوع التخصص. توفر فترة الإقامة فرص متعددة للتعمق أكثر في تخصص معين وتوفير الرعاية الصحية للأفراد الذين يحتاجون إليها بشكل مباشر. كما أنها تشجع على البحث العلمي المستمر والالتزام الأخلاقي الصارم تجاه مهنة الطب.
في نهاية المطاف، يحصل الناجحون على درجة الـ MD (دكتور في الطب) أو MBBS (بكالوريوس الطب والجراحة). بمجرد الحصول عليها، بإمكانهم بدء ممارستهم الخاصة كطبيبين مؤهلين قانونياً. إلا أنه حتى بعد الشروع في العمل الكامل، يبقى التعليم مستمراً عبر دورات مواصلة التعليم والندوات والمؤتمرات الدولية لتحديث المهارات والمعارف باستمرار.
لذا، فإن الطريق أمام الشخص ليصبح طبيباً ليس سهلاً لكنه مجزي للغاية عندما يستطيع المساهمة بتقديم رعاية صحية متخصصة للمحتاجين منها.