الاتزان مفهوم أساسي في مختلف مجالات الحياة، ومنها الفنون البصرية والإبداعات التشكيلية. فهو ليس مجرد استراتيجية تصميم بل شعورا حيّا ينبع من داخل الفنان نفسه. عندما ننظر إلى عمل فني متناسق، نشعر براحة نفسية واحترام داخلي للانسجام المرئي الذي أمامنا. ولكن كيف يمكن تحقيقه؟
في الأعمال الفنية، يعد اتزان الأشياء أولوية أولى لتقديم صورة جذابة ومريحة للنظر إليها. سواء كانت خطوط تصاميم بسيطة أم تفاصيل معقدة وأنسجة مختلفة الألوان، يجب توافق عناصر الفن المختلفة لتوفير حساسية جمالية شاملة. أما بالنسبة لحقبة التاريخ القديم، فقد كان فنانيها يعتمدون أساسًا على التناظر (ال Simetri) لنقل رسالة واضحة واستقرار بصري. ومع ذلك، فإن أنواع أخرى مثل "العالمي" و"الخادع" قد ظهرتا لاحقا كمظهر أكثر دقة وجرأة للفنانين الحديثين الذين يسعون نحو تجارب جديدة وفريدة.
بالنسبة للتوازن المحوري, يتم الوصول اليه عبر وضْع القوة نفسها على الجانبين مما يؤدي الى ما يعرف بالتآزر المثالي. بينما يأخذ النوع المستتر شكل عدم تطابق ظاهر ولكنه يعطي تأثير موازنة فعالة غير مرئية لدى المشاهد. فيما يتعلق بالبروباغندا المخادعة، فهي تتميز بتوسيع حدود الإمكانيات بما يسمح بفوضى منظمة تخدع العين البشرية بإدراك انسجام وهمي رغم الظاهر المضاد لذلك.
على الرغم من هذه النظريات والقواعد العامة حول كيفية خلق التوازن، إلا أنه يبقى شيئًا روحانيا وغير قابل للتنظيم الدقيق فقط وفق خيال وشعور الفنان الداخلي الخاص. إنه جزء ضروري من عملية إبداع فريدة تجمع بين التقليد والدراسة الشخصية والعاطفية الكتابية لكل قطعة عمل فردية. إنها رحلة مستمرة من الاكتشاف والفهم العميق لعالم مليء بالحياة بدلاً من كونها مشروعا مصمم هندسيا جامدا.
