على مر القرون, ظل البشر مهتمين بفهم العقل البشري - تلك الآلة المعقدة والمذهلة التي تسمح لنا بالتعبير الإبداعي, التفكير المنطقي, والحياة بشكل كامل. واحدة من أكثر الحقائق المنتشرة حول هذا الموضوع هي الادعاء بأن الأفراد يستغلون فقط حوالي 10% من إمكانيات عقولهم. ولكن هذا الاعتقاد غير مدعم بالأدلة العلمية وقد أثبتته الدراسات الحديثة كخرافة.
في الواقع, يعمل كل ذرة من دماغ الإنسان باستمرار. إنه مركز التحكم الرئيسي لجسمنا ويشارك في العديد من العمليات المهمة مثل الرؤية, السمع, اللغة, التعلم, وحركة الأعصاب اللاإرادية. حتى خلال النوم, يقوم دماغنا بتنظيم وظائفه ومعالجتها، بما في ذلك تخزين الذكريات وإنشاء الأحلام.
يوجد تقريبًا 100 مليار خلية عصبية صغيرة داخل دماغنَا والتي تتواصل عبر رسائل كهربائية كيميائية. هذه الشبكة الواسعة تشبه الكمبيوتر الضخم الذي يمكنه معالجة كم هائل من البيانات بوتيرة عالية جدًا. عندما نتعرض لإصابة الدماغ أو مرض مثل الزهايمر, فإن الوظائف المرتبطة بهذه المناطق المصابة تأتي متأثرة مباشرة.
بالإضافة إلى ذلك, تلعب البيئة الخارجية لدينا دور مهم جداً في الصحة العامة للدماغ. تناول الطعام الصحي، خاصة المواد الغذائية البحرية والفواكه الغنية بالفيتامينات والمعادن، يساعد في الحفاظ على الصحة العقلية الجيدة. كما أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتحقيق حالة الاسترخاء والنوم الجيد تساهم أيضا في الحفاظ على قوة واستقرار عمل الدماغ.
وفي النهاية, بينما قد يكون هناك مجالات للنمو والإمكانيات الشخصية لكل فرد للاستفادة بشكل أفضل من القدرات الفكرية الخاصة بهم, إلا أنه لا يوجد دليل يشير إلى وجود جزء كبير "غير مستخدم" من الدماغ ينتظر استخدامه. بدلاً من ذلك, يُظهر بحث العصر الحالي كيفية إدارة وصيانة نظام الدماغ الثمين الذي تمتلكه بطريقة فعالة ومستدامة لتحقيق حياة كاملة ومزدهرة حقاً.