في عالم الاتصال اليومي، نستخدم خطابين رئيسيين هما الخبرية والإنشاء. كل منهما له غرضه وميزات فريدة تساهم بشكل كبير في فهمنا للتواصل البشري. دعونا نتعمق أكثر لفهم الفرق بينهما وكيف يمكن استخدامها بكفاءة.
الأسلوب الخبري: نقل الحقائق والأحداث كما هي
الأسلوب الخبري هو طريقة بسيطة وواضحة لنقل المعلومات بدون تحيز شخصي أو رأي. هدف هذا النوع من الخطاب هو تقديم حقائق وأحداث بطريقة واقعية وغير متحيزة. الصحافة التقليدية تعتمد بشكل كبير على هذا الأسلوب لتقديم أخبار دقيقة للقراء. يعتمد النص الخبري عادةً على العناصر التالية:
- فعالية: يتم التركيز على الحدث نفسه، وليس على التأثير العاطفي عليه.
- دقة: الدقة المطابقة للواقع أمر ضروري هنا.
- حيادية: تجنب التعبيرات الرأيانية والحفاظ على وجهة نظر موضوعية مهم جداً.
مثال: "تعرضت العاصمة لزلزال قوي صباح أمس."
هذا البيان خبري لأنّه يقدم حدثاً معيناً بدقة ودون إضافة تعليقات شخصية حول الزلزال نفسه.
الأسلوب الإنشائي: التعبير عن الأفكار والشعور الشخصية
على الجانب الآخر، يأتي الأسلوب الإنشائي ليمنحنا فرصة للتعبير عن أفكارنا ورؤانا الخاصة بالإضافة إلى مشاعرنا تجاه المواقف المختلفة. يستخدم في الأدب والنثر والمقالات التعليمية وكذلك في الحوارات اليومية للإنسان. بعض النقاط الرئيسية للأسلوب الإنشائي تشمل:
- التجربة الشخصية: يُظهر كاتبُ النص وجهة نظره ويشاركه التجارب والعواطف الشخصية المتعلقة بالموضوع.
- الإبداع: الحرية في استخدام اللغة والجمل المعقدة لإضافة العمق والإمتاع للنصوص الإنشائية.
- العاطفة: هذه الأنواع من الكتابات غالبًا ما تستخدم لتحريك المشاعر لدى القارئ مثل الإلهام والحزن والسعادة وما شابه ذلك.
مثال: "كان الشفق الأحمر فوق المدينة مشهدا مدهشا جعلني أشعر بالرهبة والتأمل؛ لقد ذكّرني بعدم إمكانية توقّع الطبيعة."
يمكن رؤية تأثير التجربة الشخصية هنا، حيث يعطي الكاتب تفاصيل حوله وتفاعله النفسي مع الوضع الموصوف.
بشكل عام، يعد كلا الأسلوبين جديرين بالقيمة ولكنهما يناسبان مواقف مختلفة حسب الغاية التي نسعى لأجلها عند توصيل رسالة ما سواء كانت معلومات محايدة أم مشاركة شعورية عميقة وجوانب ذاتية أخرى من الحياة البشرية المتنوعة.
