في عالم البشر، تعتبر لغة الجسد واحدة من الوسائل الأكثر تعبيرا وتعقيدا للتواصل. إنها ليست مجرد حركات عضلية عشوائية، بل هي رسائل مخفية تحمل الكثير من الدلالة النفسيّة. هذا الجزء الخاص من علم النفس يُطلق عليه "علم النفس ولغة الجسد".
يمارس علماء النفس اهتمامًا كبيرًا بدراسة كيف تنعكس حالتنا الداخلية عبر حركات جسمنا وكيف يمكن لهذه الحركات أن توضح لنا نوايا الآخرين ومشاعرهم. فالعينان، على سبيل المثال، تعدان مرآة روح الإنسان؛ فالبؤبؤ الموسع عادة ما يشير إلى الشعور بالسعادة بينما الضيق قد يعني الحزن. رفع الحاجبين معاً يوحي بالدهشة والعجز عنهما بالأحرى بالإشارة إلى عدم الاعتقاد. حتى حك الأذن أو سحبها يمكن اعتباره دليلًا على الارتباك.
بالإضافة لذلك، تلعب بعض الأعمال اللاإرادية دور هام أيضًا في فهم الحالة النفسية للأفراد. عندما يجلس شخص ما ويضع ركلة فوق الأخرى ويتحركتا باستمرار، فقد يكون ذلك مؤشرًا على شعوره بالملل. ربما تشير العبوستان المرتبطتان حول الصدر إلى انعدام الثقة بالنفس. وضْع اليد تحت الذقن قد يعكس حالة التأمل بينما الفرك المستمر بين راحتي اليدين يمكن اعتبارها دليلا على الانتظار.
ثم هناك التثاؤب، الذي غالبًا ما يتم تفسيره كإشارة لرغبة المحاور في إنهاء الحديث. بالإضافة إلى ذلك، عندما يقابل الناس أقدامهم وركبتهم، فهذه علامة أخرى محتملة للتوتر. كل هذه الأمور تتطلب مراقبة دقيقة لفهم الرسالة الكاملة التي ترسلها لغة الجسم.
ولهذا السبب يعد فهم لغة الجسد جانبًا حيويًا لعلم النفس، فهو يساعدنا ليس فقط على التحليل ولكن أيضا على التعامل بكفاءة أكبر مع المواقف الاجتماعية المختلفة والاستجابة بطريقة أكثر فعالية بناءً على الظروف.