إسحاق نيوتن: رائد الثورة العلمية والعقل الفذّ

كان إسحاق نيوتن واحدًا من أبرز العقول العلمية في التاريخ، وهو يُلقَّب "العالم الكبير" لما أحدثه من ثروة معرفية هائلة أثرت بشكل عميق في مجالي الفيزياء

كان إسحاق نيوتن واحدًا من أبرز العقول العلمية في التاريخ، وهو يُلقَّب "العالم الكبير" لما أحدثه من ثروة معرفية هائلة أثرت بشكل عميق في مجالي الفيزياء والرياضيات. وُلد هذا الرجل العبقري في الرابع من يناير عام 1643 ميلاديّة في إنكلترا، وتعكس سنوات حياته الـ84 رحلةً مثيرةً مليئة بالإنجازات والبدايات الناجحة والمآثر الخالدة.

نشأ نيوتن وسط ظروف قاسية؛ فقد فقد أباه منذ الولادة ولم يعرف إلا حياة الشكوك والصعوبات حتى بلغ سن الرشد. رغم هذه الظروف الصعبة, لم يستسلم نيوتن بل سعت نفسه المتعطشة للعلم نحو آفاق جديدة. وبعد فترة قصيرة قضتها تحت رعاية الجدّة الأمومة، التحق بالمدرسة المحلية حيث برز موهبته الاستثنائية في مجال الرياضيات وعلم الفلك.

ثم انتقل إلى جامعة كامبردج الشهيرة لينهل من علوم رياضة عصر النهضة الأوروبية في ظل الاحتلال الهولندي لبلاده آنذاك. لكن سرعان ما تعرقلت مسيرته الأكاديمية بسبب تفشي وباء الطاعون الدبلي عبر القارة الأوروبية ما أجبر جامعات المنطقة على الإقفال مؤقتا. وخلال تلك الفترة المشوشة -التي قد تبدو هباء بالنسبة لعالمنا المعاصر إلا أنها كانت مصدر إلهام لصاحبنا- شرع نيوتن بدراسات مستقلة موسّعة لفصول الهندسة والإحصاء المجملة سابقا لدى اساتذته السابقين. وكما يقول المثل الإنكليزي القديم:"الأزمات تولد الرجال"، مما جعل نيوتن يقضي الأعوام التالية متوكلا فقط على ذكاؤه ومعرفته المكتسبة بنفسه في اختراق مفاهيم جديدة مبتكرة جمع فيها بين فن التصميم الهندسي وفقه النجوم والكواكب.

ومن أبرز اكتشافاته النظرية حينذاك تصوره لأصل النظام الشمسي استنادا لنظرية "الغلاف الغازي الهاديء". كذلك وضع أسس أول نظام تحكم حقيقي لسلوك الاجرام السماوية بناءً علي مبدأيه الرئيسيين؛ التوزيع المتساوي للأوزان المختلفة ومتغيرات السرعة الخاصة بكل جسم بحسب موقعه المداري داخل مدار الشمس الدوري الواسع. ومضى قائدا مطلعا بصيرته خلال مشاركة فعالة مع زملائه المنجمين لتحديد أماكن الكواكب الأخرى باستخدام نموذجه المبكر لحساب المسافات والمعاني المستندية المختلف عليها حديثا ذاك الوقت مثل كوكب أورانوس وحافظ عليهم مهلة طويلة بلا شك!

أما أهم عملاته المعرفية العالمية فهو بدون أي منافسة رسائل المبادىء الرياضيات للنظام الطبيعى والتي نالت احترام العالم لمدة قرنين تقريباً وأعيد طبع طباعتها مرات عدة تجاوزت الثلاثين نسخة فكانت بذلك واحداً من أكثر المؤلفات المؤرشفة شيوعاً وشهرةً عند الناس عامةً وضمت مجموعة واسعة من الموضوعات كالاجسام المتحركة والضوء وانعكاسيته وخواصه الانعكاسية وغيرها الكثير...

وأخيرا وليس آخرا فإن تقديمه للعالم مباحث الحساب التفاضلي والتكاملي ترك أثره العمليات الحاسبة الحديثة لدينا اليوم إذ شكل قاعدة صلبة لمنطلق جديد تماما تجاه الحلول التجريبية للمشكلات العملية المختلفة اعتماداً علی وحدتي طول زمن بحجم ثابتتين تحددان مربع الوحدة الأولى بوحدة الثانية ذات علامة سالبة! وهكذا أصبح بإمكانه رسم منحنى سلسلة المطالبات والطلبات الموافق لقيمة واحدة لوحدتان مختلفتان!!! ولا يغفل المرء هنا قدرة هذاالرجل البارع في ابتكار الأدوات المستخدمة حاليًا لتحليل البيانات وتحقيق نتائج دقيقة بتقدمه جهاز التلسكوب الرئيسي الخاص بكسر الضوء وإعادة انشاؤه لرؤية الأشياء بعيدا جدًا وعلى رأس قائمة هؤلاء اختباراته البيانية الرائدة لكيفية تشكل اللون الاحمر والأزرق المتناقضان أثناء انتقالهما عبر العدسات الزجاجية وينتج عنها ظهور لون أخضر وسط ضباب مهيب للغاية. ويبدو واضحا بجلاء بأن انجازه الوحيد ربما يكون تغليب روح البحث العلمي الحديث وإنهاء حالة التأثير الفرنسي السائد سابقًا خلال عصره تاركا خلفظه روائع مكتوبه مازلت تستقطب القرّائين ممن يرغبون التعرف اليأسرة الاولی للاختراع والاستنتاج الفكري المرتفع لدى انسان واحد قادر لوحده إعادة تعريف طريقة فهم البشر لبنية كونهم وجوهر خلقتهم الأصلية!!


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات