تكتسب الحضارة المغربية مكانة فريدة بين ثقافات العالم الإسلامي والعالم المتوسطي الغربي بشكل خاص، نظراً لتاريخها الطويل الذي يعود لقرون مضت ولتعاقب عدة حضارات عليها. تعتبر المغرب أرضاً غنية بالتراث الثقافي والتاريخي الذي يشهد على تنوع وتكامل الإرث الإنساني. يمتد هذا الإرث منذ عهد البربر القدماء مروراً بالفتوحات الإسلامية إلى زمن الدولة الموحدية والمرابطين ثم الدولة المرينية والأدارسة وغيرها الكثير، كل منها ترك بصمة واضحة في النسيج الحضاري للمغرب اليوم.
تشكل هذه الأحداث المختلفة شريطا متواصلا للحركة الدائمة للناس والمعرفة والثقافة داخل البلاد وخارجها. ففي فترة الفتوح العربية، تميزت المملكة بمزيج فريد من التأثيرات الشرقية والغربية التي خلقت جوهر هويتها الخاصة بها. وقد ظهر ذلك جليا في اللغة الرسمية، اللغة العربية الفصحى المحلية المعروفة بالعربية الأمازيغية والتي تجمع بين اللهجة العامية والإArabic القياسية. كما أثرت التجارة البحرية الازدهار مع اليونان ومصر والشرق الأدنى في مجال الفنون والحرف اليدوية والطبخ التقليدي.
وفي ظل حكم الدولة الموحدية خلال القرن الثاني عشر الميلادي، وصلت الحضارة المغربية ذروتها فيما يعرف بالحكم الموحدي الذهبي الفترة. شهدت تلك الحقبة تقدمًا علميًا وثقافي كبير، حيث ازدهر التعليم والعلوم كالرياضيات والفلك والشعر والنثر وأصبحت مراكز التعلم مثل جامعة القرويين عالمية شهرة موجهة لكل طلاب العلم حول العالم الإسلامي آنذاك. بالإضافة لذلك، كان للملوك الصالحين دور بارز في دعم التشيد بالأعمال العامة الهائلة كالبستيكة وبناء المساجد الجامعة والقصور الملكية الجميلة مما عزز دوره الديني والسياسي للدولة وقتئذ.
التأثير الأوروبي أيضًا حفر نقشاته الواضح على المشهد الحضاري بالمملكة خاصة بعد عصر الاستعمار البرتغالي ومن ثم الفرنسي والسوفيتي لاحقا؛ إلا أنه لم يتمثل فقط بتغيرات جيوسياسيه بل أيضا بنقل تكنولوجيان جديدة أدّت بدورها لإعادة تشكيل البنية الاجتماعية الاقتصادية للمجتمع المغربي. ومع مرور الوقت واستقلال البلاد رسمياً عام ١٩٥٦ انتقلت المخيلة الوطنية باتجاه النهوض بالتعليم والصناعة محاولةً بذلك تحديث المفاهيم المجتمعية القديمة وتأسيس مجتمع جديد يسعى نحو مستقبل أكثر إبداعاً وإنتاجاً وتمسكا بالقيم الأصلانية المحافظة لها.
وتظل مساهمات المرأة جزء مهم جدا فى بناء وصيانة التراث الوطني المغربي عبر التاريخ الحديث والمعاصر حتى يومنا الحالي حيث برز العديد من الشخصيات النسائية المؤثرة سواء كانت سياسيين أم مؤلفات أم رجال أعمال مميزات بالعطاء المستمر وحتميته بغض النظرعن كونها امرأة أو رجلاً وهو مايعكس قيمةمساواتها واحترام حقوق الإنسان عموما وفق منظوراسمعي غير تقليدياآكثر انفتاحاً وانسانيتياً مقارنة بما سبقه من عقليات متحجرة جامدة . كذلك ، تعددت أشكال الرؤى الفكرية باختلاف مدارس فلسفية وفنية وفكر سياسي مختلفة جعل المغرب مركز جذب للأدمغة العالمية وكائنا حاضرا باستمرار ضمن خريطة الجاذبية الثقافية للعالم المتحضر حديثاً . ولا ننس ذكر أهم أنواع الأعمال الفنية التقليدية المنتشرة بكثرة كتلوين الخزف والتصميم الزليج وعروض موسيقى أمازيغية أصيلة تؤكد روابط الإيمان الروحاني لدى الشعب المغربي الواحدة الراسخة بهموم وطن واحد بغض النظر عن دياناتهم وطوائفهم المختلفه دينياً ؛ فالجميع هنا تحت سقف دولة واحدة ووطن واحد مُقبِلين لقوانينه العادلة متسامحين تجاه بعضٍ بكل طيب خاطر وسخاء قلب . إنها بالفعل مصفوفة شامخة تضرب بجذورها العميقة وسط رمال الصحراء وهمسات نسائم بحر المتوسط الآسر وغرق البحيرة الحمراء لوطنه الأحلى مدامغة ملونة بأطياف ألوانه النقية...هذه هى روح المدن الثلاث المقدسه ذات الأصول الأنبوبية : الرباط العاصمة السياحية التجارية المالية المركزية : مكناس البيضاء المجال السياسي الرئيسي: وزاكورة المدينة الجنوبيه الأمينة المخصصة للإنتاج الزراعي الحيوي للمقادير الغذائية الضرورية لدعم سكان المناطق النائية الفقيره - إن تجربة الحياة بهذا البلد الرائع هي رحله استكشاف لحياة مليئة بالإبهار والمتعه الحقيقيه!