كانت الحرب العالمية الأولى حدثًا تحوليًا هائلًا أثرت فيه العديد من العوامل السياسية والاقتصادية والعسكرية، مما أدى إلى قيامها بين عامي 1914 و1918. نشأت هذه الأزمة الدولية نتيجة لسوء التفاهم المتزايد والتوترات الإقليمية التي كانت قائمة منذ عقود قبل اندلاع النزاع بشكل مباشر. تشابكت القوى الأوروبية في سلسلة متشابكة من التحالفات المعقدة؛ فكان لكل دولة خطوط حمراء خاصة بها وحساباتها الخاصة بشأن الأمن والاستراتيجيات التوسعية المحتملة.
بدأ الأمر بتصعيد الحملة الصربية ضد الإمبراطورية النمساوية المجرية فيما يُعرف الآن بحادثة اغتيال أرشيدوق فرانز فرديناند في سراييفو بتاريخ 28 يونيو/حزيران عام 1914. رداً على ذلك، أعلنت النمسا والمجر الحرب على صربيا يوم 28 يوليو/تموز نفسه. سرعان ما امتد نطاق هذا الاشتباك لتشمل دول أخرى عبر شبكات التحالفات المختلفة. انضمت روسيا لدعم حليفها الصربي بينما دفعت ألمانيا -التي دخلت للتو معاهدة ثنائية دفاعية مع النمسا- القوات الألمانية للدخول ضمن دائرة العمليات العسكرية أيضًا. وفي المقابل، استدعت فرنسا وأخيراً بريطانيا قواتهما للمساعدة بناءً على علاقاتهما الثنائية المشابهة مع روسيا وبلجيكا على الترتيب.
على الجبهتين الغربية والشرقية، دارت رحى المعارك العنيفة باستخدام وسائل جديدة نسبياً مثل الطائرات والدبابات والأسلحة الكيميائية والتقدم التقني غير المسبوق آنذاك. ومع مرور الوقت، توسع المجال الجغرافي للحرب لإشراك الولايات المتحدة الأميركية بعد غرق سفينة "اللايمتونيك"، وهي مركب تجاري أمريكي تعرض للهجوم والخسائر البشرية المرتبطة بذلك العمل العدائي خارج حدود المياه الآمنة حسب اعتراف لندن الرسمية حين ذاك. لم يكن الأمر مجرد توتر عرضي بل كان مؤشر واضح لما ستؤول إليه الأمور مستقبلاً، فقد وجدت واشنطن نفسها مجبرة تدريجياً على خوض ميدان المواجهة الفعليّة وسط مخاوف كبيرة حول سلامتها الوطنية واستقرار نظامها البحري العالمي الواسع المدى!
غيرت نتائج تلك المحادثات النهائيّة مسار التاريخ بطريقة عميقة ومؤثرة للغاية تمتد آثارها حتى وقتنا الحالي أيضا. فقد خلفت خسائر بشرية ضخمة بلغ مجموعها أكثر من ١٧ مليون شخص فقط من الجنود المنتسبين للقوات النظامية إضافة لأعداد مدنية هائلة بسبب المجاعة وانتشار الطاعون وغيرها من أمراض معدِية ضربت مناطق واسعة تحت سيطرة الجانبين المتحاربَين أثناء فترة الانقطاع القصيرة نسبيّاً عقب اتفاق اتفاقية السلام المُبرمة رسميًا بموجب بروتوكولات باريس خلال العام التالي مباشرةً وهو نفس الموعد الذي شهد توقيع وثيقة رسميتها الشهيرة والمعروفة باسم "معاهدات فرساي". ومن الجدير ذكره هنا كيف أسفر الوضع السياسي المضطرب لفترة ما بعد هدوء التصعيد المرعب عن خلق بيئة خصبة لظهور كيانات جديدة تمامًا كجمهورية فايمار مثلاً والتي مهدت بدورها لنشوء نظريات مختلفة منها هتلرية الغزو النازي لاحقا وما ترتبت عليه آثار مؤسفة طاغية. كما شكل الانتصار الفرنسي البريطاني مشكلة أخرى تتمثل بإعادة تنظيم الخرائط السياسية القائمة وفق رغبات منتصرین كونهم يحددان مصير هزيمة الآخر بشروط قابلة للتطبيق مقيدة بالأمر الواقع وليس بالضرورة أنها تعكس حقائق تاريخيه ولا تقدم حلولا طويلة الامد للمشاكل الجذرية الاساسيه المؤدي بالإنسانيه نحو طريق اللاعودة نحو مزيدٍ من الاعنف والحروب المستقبلية مهما حاولوا تضليل الرأي العالمى بانهاء حالة الاحتقان الدولي بأنواع مختلفه من الاتفاقيات ذات طبيعه ايديولوجيه سياسيه واقتصايده غير فعاله فتولد عنها نظام حرمان طبقي جديد يؤكد تفاقمه داخل الدول المصدر الرئيسي لهذه الحملات العسكريه ثم يقوم برمي عبئه علي باقى الشعوب الضحية المستضعفه بالقارة الاوربيه وهكذا دواليك دروس قاسية مفروضة إكراه للإنسان البسيط الباحث عنها ! . إن دراسة أحداث الحرب العالمية الاولى ضروري جدا لتحليل ظاهرة التعصب الوطنى والإقليم والمذهبية العقائديه وكيف تؤثر جميع هذه العناصر مجتمعة فى وجود حالات مشابهه تهدد تماسك المجتمع الدولى حاليًا ويجب البحث باستمرار لعلاج كافة انواع الفتن المصاحبة لها بغرض تحقيق عالم افضل وخلق تقرير شامل ربما يساعدنا للاستنتاج الصحيح للاستنتاج الصحيح لاتخاذ قرار صحيح للغد وبذلك يكون هدفنا هو الوصول لحلم السلام المنشود ليس إلا ..