يتميّز الحيّ العتيق بتاريخ غني وهويّة فريدة تعكس تراث المنطقة وثقافتها. يُعرَّف عمومًا بأنه منطقة تاريخية تتميز بتماسك اجتماعي عالٍ وبنية تحتية قديمة نسبيًا. يرجع اسم "العتيق" إلى قدم عمرانه وطابعه التقليدي. وهو ليس مجرد مكان للسكن فقط، ولكنه نموذج مجتمعي يعرض روابط المجتمع القائمة على الاحترام المتبادل والحفاظ على التراث الثقافي والعادات المحلية.

خصائص الحيِّ العتيق

1. البنية التحتية القديمة: يتكون الحيّ العتيق من مباني ذات تصميم معماري تقليدي يعكس التطور الحضري للمدينة عبر القرون الماضية. وقديمة هذه المباني تشير إلى ثراء تاريخ المنطقة وتعكس جماليتها الخاصة التي ربما اختفت تدريجيًا مع تقدم العمران الحديث.

1. التجمع السكاني المتجانس: يسكن هذا الحي أشخاص لهم أصل مشترك أو رابط ديني أو حتى ارتباط دموي. إنهم يشتركون في تجارب مشتركة ولديهم فهم جيد للتاريخ والثقافة المحلية مما يساعد في الحفاظ عليها ونشرها جيلاً بعد جيل.

1. الدور الخدماتي: رغم كونها مناطق قديمة إلا أنها تحتوي عادة على بنية أساسية أساسية مثل مدارس ومعابد ومتاجر صغيرة وحدائق عامة وغيرها من المواقع الاجتماعية المهمة والتي تلبي احتياجات سكانها اليومية دون الحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة خارج حدود الحي نفسه.

1. المكان ذو الدلالات الشخصية: بالنسبة لسكانها فهو أكثر من مجرد موقع سكن؛ إنه رمز للموطن الأول ومصدر لذكرى جميلة مليئة بالأحداث الجميلة والشعور بالأمن والاستقرار العائلي. تغمر رائحة الماضي الأفراح الصغيرة كالعبادة المنتظمة والصلاة الجماعية وزيارة الأقارب وهذه الرائحة ستبقى محفورة في ذاكرتنا مهما ابتعدنا جغرافياً عنه.

1. الانصهار الثقافي والمعنوي: تتميز الحياة داخل هذه المناطق بالعائلة الواحدة حيث تربط العلاقات الإنسانية بين أفراد مختلف الطبقات الاجتماعية برباط محبة واحترام واحتقار للفروقات المالية والاجتماعية الأخرى الموجودة خارج نطاق المجتمع الضيق لكن زاهي المعنى للعيش هناك.

1. الحلول الإيجابية والسلبية للحياة داخل الحي العتيق: بصرف النظر عن السلبيات المرتبطة بالقرب بين الناس وانحساره بسبب زيادة كثافة السكان وضعف إمكاناتها العامة فإن لهذه البيئة تأثير كبير على بناء الشخصيات خاصة الشباب نظرًا لعيشهم جنبا إلي جنب مع نماذج أخلاقية أصبح الوصول إليها أمر نادرا في المجتمع الحالي .

هذه العناصر تمثل أساسيات دراسة العلاقة الوثيقة بين حياة الناس وفي الماضي وآثار ذلك التحالف الذي نشأ نتيجة الطبيعة المعدومة نسبياً للعالم الخارجي والتي كانت قائمة منذ عقود مضت وستظل كذلك تسجل صفحات جديدة لحكايات مثيرة حول العالم العربي والعالم الإسلامي يشار لها بالإشارة الآن ولكن سوف تنقل لاحقا بواسطة المنقولات العلمية والمعلومات المتحفية لتكون ضمن مجال اهتمام البشر المستقبليين الذين يغامرون باستعادة جزء من شعوب دولتنا العربية والإسلامية الأصلية عبر التاريخ