تعدّ الشمس واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة للإعجاب في الكون، وهي مصدر الحياة كما نعرفها تماماً. ومع ذلك، عندما نتعمق قليلاً في خصائصها الفيزيائية، نجد أنها ليست مجرد مصدر للضوء والدفء ولكن أيضًا محمية حرارية شديدة الضخامة. الوسط الداخلي للشمس عبارة عن كرة غازية كبيرة ومتوهجة تتكون أساساً من الهيدروجين والهيليوم، وتصل درجات حرارتها إلى مستويات هائلة.
بحسب الدراسات الفلكية الحديثة، يمكن تقدير متوسط درجة الحرارة الداخلية للشمس بحوالي 15 مليون كلفن، وهذا الرقم يرتفع بشكل كبير باتجاه قلبها ليصل إلى حوالي 27 مليون كلفن. هذه الدرجات العالية للغاية تُحدث نتيجة العمليات النووية التي تحدث فيها باستمرار والتي تعتبر المصدر الرئيسي لطاقة الشمس.
في هذا القلب المشع، تندمج ذرات الهيدروجين لتشكل هيلية في عملية متواصلة تعرف باسم اندماج نووي. هذه العملية تطلق كميات هائلة من الطاقة على شكل ضوء وحرارة، منها ما يصل إلينا هنا على الأرض فيما يعرف بدورة الطقس الشمسي.
إن فهم طبيعة الأشعة الشمسية ضروري للتقدم العلمي والفهم الأفضل لكيفية عمل الكون وكيف تساهم الشمس مباشرة في حياة البشر. رغم المسافة الهائلة بيننا وبين هذا الجرم الجليل، إلا أنه يلعب دورا محوريا في تاريخ الأرض والحياة نفسها.