كانت الحرب العالمية الثانية إحدى أفظع الصراعات الإنسانية التي شهدتها البشرية، حيث اندلعت نارها عام ١٩٣٩ واستمرت حتى عام ١٩٤٥، لتشمل معظم مناطق العالم. وكان لهذه الحقبة الدموية آثار عميقة وفورية وطويلة الأجل عبر مختلف جوانب الحياة البشرية. فيما يلي استعراض مختصر للأحداث المؤدية إليها وبعض أهم تداعياتها المحورية:
الأسباب الرئيسية للحرب العالمية الثانية
- تعثر التعويضات بعد الحرب العالمية الأولى: فرضت معاهدة فرساي القاسية عقب نهاية الحرب العالمية الأولى عقوبات اقتصادية مالية كبيرة على ألمانيا النازفة بسبب دورها الرئيسي في تلك الحروب وسلسلة من المصائب الداخلية مثل "الكساد الكبير" مما زاد من توتر الوضع الداخلي الألماني.
- النظم الفاشية والاستبدادية المتنامية: برز نظام نازي متشدد تحت حكم أدولف هتلر حيث سعى الأخير لإعادة بناء قوة وهيبة ألمانيا وبسط نفوذها إقليمياً ودولياً مستخدماً سياساته العدوانية والحمائية .
- صعود الإمبريالية والقومية الأوروبيتين: دفعت شعبويته وحقده العنصرية ضد اليهود ويروقه لتوسيع رقعة الزحف النازي نحو الشرق حكام أوروبا الآخرون لممارسة سياسة توسعية مشابهة بدأت باحتلال اليابان لشبه جزيرة مانشوريا والصين وما تلاها من مواجهات عسكرية واسعة النطاق حول منطقة شرق آسيا.
- عدم شفافية وصلاحية منظمة عصبة الأمم: عرقلت المنظمة الدولية ظاهرياً مجهوداتها المبذولة لمنع نشوب حروب جديدة وسلطت الضوء مجدداً على ضرورة وجود سلطة عالمية ذات قدرة فعلية وحقيقية لتحقيق السلام العالمي وإدارة العلاقات الدولية بطريقة أكثر عدلاً وعقلانية.
نتائج كارثية غير قابلة للتجاهيل
- الخسائر البشرية الهائلة: تعد هذه الحرب واحدة من أكثر الصراعات دموية بتاريخ البشرية إذ قدرت حصيلة الوفيات بما يزيد عن ستين مليون شخص منهم سبعة ملايين فقط كانوا مدنيين ومعاناة عشرات الملايين آخرين من الترحيل والتشرد والجوع والأمراض وظروف المعيشة اللاإنسانية داخل معسكرات الاعتقال والمستعمرات السياسية.
- انهيار هيكل القوة التقليدية والإمبراطوريات: انهارت عدة دول قامت أساساً خلال القرن التاسع عشر نتيجة هذه الحرب بزوال الإمبراطوريات البريطانية الفرنسية الهولندية البلجيكية وكذلك الإيطالية بينما ظهرت أخرى بقوتها الجديدة أمريكا الشمالية واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتيه والتي شكلتا قطبين رئيسيين يحكمان العالم لاحقا قبل تفككه ضمن نوع جديد لساحة المواجهة أصبح يعرف باسم ""الحرب الباردة"".
- انطلاق حقبة نووية خطيرة: أسفرت التجارب النووية الأمريكية والسوفيتية المشؤومة لاحقا عن إبقاء خوف شعوب تلك الدول معلقا فوق رؤوسهم لفترة طويلة حيث أصبح التهديد بالإبادة الشاملة جزءا يوميا لأسلوب حياتهم اليومي وكابوسا يشغل ذاكرتهم الجمعية بلا انقطاع منذ حينئذٍ وحتى الآن!
- تحولات مجتمعات ما بعد الحرب: اتسم المجتمع الغربي خصوصا بالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية الواسعة النطاق كتغيير تركيب طبقات اجتماعية مختلفة وتحول السياسات العامة تبعا لذلك وفي المقابل تغيّر أيضًا طبيعة البيئة الثقافية والفنون والنشر الإعلامي والمأكولات الشعبية وكل جوانب الثقافة الشعبيّة بانقلاب شامل بحكم الظرف نفسه ولا تزال صداته قائمة إلى يومنا هذا رغم مرور وقت طويل عليه!!