في ضريح الدير البحري بالقاهرة: مكان استقرار جثة الفرعون رمسيس الثاني المعروف

جثة الفرعون رمسيس الثاني، رمز القوة والحكمة القديمة لدولة مصر القديمة، ترقد اليوم في دار الأمان والعناية - المتحف المصري بالقاهرة. يُعتبر هذا الموقع و

جثة الفرعون رمسيس الثاني، رمز القوة والحكمة القديمة لدولة مصر القديمة، ترقد اليوم في دار الأمان والعناية - المتحف المصري بالقاهرة. يُعتبر هذا الموقع وجهة بارزة لأكبر مجموعة من المومياوات الملكية والفنية في العالم. إن الرحلة الطويلة لجثة الفرعون تبدأ بروايته الشهيرة والمقتبسة من الكتاب المقدس وفقا للدين الإسلامي.

وفق الرواية، فرعون رمسيس الثاني، الحاكم المستبد والذي اشتهر بتعاليه واستكباره، تحدى دعوات النبي موسى للتحول نحو عبادة الرب الواحد. أدى عناده إلى مواجهة النهائية عند مياه البحر الأحمر، حيث غمره الماء عندما حاول مطاردة بني إسرائيل الذين هربوا تحت إشارة نارية من الله سبحانه وتعالى.

بعد وفاة فرعون، اتخذ التحنيط دورًا أساسيًا في حفظ جسده. لكن يد واحدة ظلت ثابتة في وضع رفع الدرع، وهو الأمر الذي جعل منه حالة فريدة بين المومياوات الأخرى آنذاك. وبعد عملية التحنيط، تم دفن جثمانه بشكل مهيب داخل مقبرته الخاصة بوادي الملوك في مصر السفلى. ومع مرور القرون، تعرضت المقبرة للسلب والسرقة خلال فترة لاحقة من تاريخ البلاد مما دفع بنقل رفاته عدة مرات للحفاظ عليها. وفي نهاية المطاف، وضعت تلك الجثة النادرة ضمن مجموعة كبيرة أخرى من المومياوات الملكية في موقع متعدد الطبقات يسمى "الدير البحري" بالعاصمة المصرية القديمة ممفيس.

وفي سنة ١٩٧٢ ميلادية تحديداً، شهد أحد فلاحي المنطقة ومجموعة من الأشخاص الآخرين اكتشافًا مذهلاً عندما تعثر فريق البحث الخاص بهم على مدخل مخفي لمدفن فرعوني قديم فيما يعرف الآن باسم منطقة سقارة جنوب غرب العاصمة الحديثة للقاهرة. وعلى الرغم من عدم معرفتهم تماماً بما يوجد داخله وقتئذٍ، فإن اكتشاف هذا المدفن الهائل أدى إلى تسخير اهتمام عالم الآثار المهتم بالأثار المصرية القديمة الدكتور سيد علي جمال الدين ودراسته العلمية المتعمقة حول هذه المكتشفات الثمينة والتي أثمرت بفهم عميق لكيفية استخدام التقنيات المختلفة خلال حقبة الدولة الحديثة. وبفضل حكمته ودراساته المكثفة، أصبح بإمكان الجميع اليوم رؤية آثار المملكة القديمة وماضية عبر تصور متحرك لجسد فرعون مرتبط بتاريخ المنطقة وفلسفتها الثقافية الغنية بطريقة جديدة للحكي الإنساني والتاريخي المشترك.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات