ظاهرة الحيود هي أحد الظواهر الفيزيائية الرائعة التي توضح لنا كيفية تفاعل الموجات مع الشقوق والحواجز المختلفة. هذا المصطلح يأتي من الكلمة اللاتينية "divertere" والتي تعني "to turn aside". فهو يشير إلى ميل الموجات - سواء أكانت موجتي صوت، ضوء، أشعة سينية، أشعة غاما، ذرات، نيترونات، إلكترونات - نحو الانحراف والانعطاف حول الحواجز بدلاً من الالتفاف مباشرة عبرها.

تعريف ظاهرة الحيود:

في أساس مفهوم الحيود يوجد مبدأ مهم وهو أنه عندما تمر موجة من خلال ثقب صغير أو شق صغير نسبياً مقارنة بطولها الموجي الخاص بها، ستظهر لها خاصية مميزة وهي capability للتوزيع والتشتت خارج المسار المتوقع لهذه الموجة. ببساطة، ليس هناك خلق لظلال حادة تماماً؛ بل نرى نوعاً من الإنكسار أو المنحنيات الناعمة. السبب الرئيسي لذلك يعود إلى عملية تسمى بالتزامن (Interference). حينما تلتقي أمواج أصغر منها في الطبيعة، فقد تعمل تلك الأمواج إما على تعزيز بعضها البعض أو إلغاؤها اعتمادًا على شدتها وزاوية اقترانها. كلما أصبح طوله الواجه أقرب حجميًا لأبعاده الثابتة كالفتحات والشقوق وغيرها، زادت احتمالية ظهور التأثيرات الأكثر بروزًا.

حيود الضوء:

بالنسبة للضوء - الذي يعد مثالاً بارزًا ومألوفًا جدًا لهذه الظاهرة - كمية الحيود تعتمد بشكل كبير على نسبة حجم فتحة المصدر وطوله الواجب. افتراضًا بأنه لو تضخم الفضاء حتى يصل إلى عشرة مرات حجماً أكبر منه حاليا، فلن يتغير شي كثير لأنه لن يتجاوز الحد المفروض عليه بسبب كون مساحة فتحته أقل ذات دلالة بالمقارنة بالنطاق العام للعالم الخارجي الكبير جدًا. لكن تحت ظروف محددة جدا–مثل دخول شعاع ضيق ضمن شبكة دقيقة الأش占品− ستلاحظ تغييرا واضح المعالم يحدث داخل منطقة واسعة مجاورة للشريط المرئي المباشر ويعزى ذلك لكل من الزمن القديم للإشعاعات البصرية وعلاقتها المتميزة بالأرض بما فيها غلافنا الجوي والنظام الشمسي أيضًا وكذلك نظام الأكوان الأخرى المرتبط بنا ارتباطا وثيقا . إذن ، بملاحظة بسيطة نجد بأن هطول مطر خفيف يحجب جزء جزئياً جزءاً آخر مكشوف للشمس بينما يبقى باقي أجزائه ظاهرا بشكل طبيعي ! وبالتالي فان الصوت ونوعيتها هما مفتاح إدراك قدرتنا باستخدام أدوات حساسة لرصد تحركات حيوية الدوريتين داخليا وخارجيا بدون حاجة لاستخدام آلات اكتشاف عالية التطور علميا والفلكي أيضا !!!