كوكب عطارد، أصغر كواكب المجموعة الشمسية والأول الذي يلي زحل من حيث القرب من الشمس، يلفت الأنظار بالعديد من الظواهر الفريدة. مدار عطارد ليس دایريا بشكل كامل؛ إنه شكل بيضائي، مما يعني أنه عندما تكون القوة الجاذبية لشمس تضغط عليه بالقرب منها، يتم سحبه بسرعة مذهلة تبلغ حوالي 180,000 كم/ساعة. وهذا سرعة دوران أعلى بكثير من أي كوكب آخر في نظامنا الشمسي.
بالإضافة إلى مداره الغريب، لدوران عطارد أيضا خاصية فريدة فيما يتعلق بدورة اليوم الليلي. نظراً لمداره الطويل نسبياً -حوالي 88 يوماً أرضيًا- والدوران الفائق السرعة له، يبدو شمس تستقر في السماء لساعات طويلة قبل انطلاق رحلتها غرباً. إنها ظاهرة رائعة حيث تبدو الشمس "متجمده" لفترة قبل أن تستمر مسيرتها الطبيعية عبر السماء.
أما بالنسبة للسطح، يشبه كثيراً وجه قمر الأرض المحفور بفوهات الصدمات الناتجة عن اصطدام أجسام فضائية عالية السرعة. الفرق الرئيسي هنا يكمن في عدم وجود غلاف جوّي واقٍ مثل تلك الموجودة على الأرض. هذا يعرضعطارد لتغيرات شديدة في الحرارة؛ خلال النهار قد يصل إلى 450°C بينما ينخفض ليلا حتى -170°C. هناك مناطق أيضاً يمكن فيها الوصول لنسب حرارة تفوق 600°C وهي الأكثر ارتفاعاً حرارياً بين جميع الكواكب ضمن مجرَّتنا الضيقة.
الصفيحة الخارجية المرئية لكوكب عطارد ليست سوى طبقة رفيعة للغاية من ذرات السطح المتحركة نتيجة للحركة المستمرة للشمس والمواد الفضائية الصغيرة. وعلى الرغم من البرودة العالية في الليل إلا أنها غير قادرة على إيقاف عملية إطلاق الذرات خارج الكوكب بسبب حراريته المرتفعة أثناء النهار. ومع مرور الزمن وخفض الحرارة الداخلية داخل عطارد بفعل عمليات التبريد التدريجي منذ تشكيله الأولى قبل عدة قرون خلت، فقد فقد بعضًا من حجمه بما مقداره واحد الى اثنان كيلومتراً فقط لكن تبقى حاليته ثابتة رغم اختلاف المسافات حول المركز المتفاوت فيه نسبة المعدن للنصفين الداخلي والخارجي بمقدار الثلاثة ارباع ونصف القطوع الدائرية علي التوالي .