العقل الباطن هو جزء غامض ومؤثر للغاية مما يسمى بالعقل الإنساني؛ وهو القسم الذي يعمل تحت مستوى الوعي لدينا. هذا الجزء الباطني للعقل يرتبط بشكل كبير بكيفية تفكيرنا وسلوكياتنا وردود الأفعال اليومية. يتحكم العقل الباطن في العديد من العمليات اللاواعية مثل التنفس وضربات القلب وحتى بعض الانفعالات. ولكن ما يجعل الأمر أكثر إثارة للاهتمام هو دوره الكبير في تشكيل معتقداتنا وأهدافنا ورغباتنا.

في علم النفس، يُنظر إلى العقل الباطن كمركز للتجارب والذكريات والمواقف التي لم يتم معالجتها بالكامل أو الناشئة منذ الطفولة المبكرة والتي يمكن أن تؤثر على سلوك الشخص الحالي حتى لو كان غير قادر على الوصول إليها مباشرةً. هذه الآثار قد تكون إيجابية - تعزز الثقة بالنفس والإنجازات - وقد تكون سلبية - تتسبب في القلق والخوف والصراعات الداخلية.

للتفاعل مع العقل الباطن بطريقة بناءة، هناك تقنيات عدة يستخدمها المتخصصون النفسيون مثل التأمل والتخيل الإيجابي والاسترخاء التدريجي. هذه التقنيات تساعد الأفراد على توجيه أفكارهم وبالتالي التحكم بتوجهات عقولهم الباطنة نحو تحقيق النتائج المرغوبة بدلاً من التعرض للأحوال الغير مرغوب فيها نتيجة لتلك الأفكار الخفية وغير المعالجة جيداً.

علاوة على ذلك، فإن الاعتراف بالقوة الحقيقية للتفكير والعقل الباطن يدعم فكرة قدرة الإنسان الذاتية على التغيير وتحسين جودة حياته. كلما أصبح الفرد أكثر وعياً بهذا الجانب الداخلي منه، تمكن من تنمية مهارات جديدة واستراتيجيات coping لتحقيق هدفه المنشود. إن الجهد المستمر لفهم واستخدام طاقات العقل الباطن يعكس قيمة كبيرة في رحلة الحياة الشخصية لكل واحد منا.