امتلاك القدرة الفريدة للتخيل يُعد واحداً من أبرز هدايا الرب لعباده البشريين. إنها اليد السرية التي تغير مصائرنا وتحويل أحلامنا إلى حقائق ملموسة. قال ألبرت أينشتاين مرة: "قدرة التفكير هي أهم بكثير من العلم نفسه". إنه ليس مجرد قول فارغ؛ فالخيال لديه القدرة على إعادة تشكيل العالم بما نتصوره داخلياً.
العقل اللاواعي - وهو مركز الطاقة الغامض داخل عقولنا - يتميز بقواه الهائلة التي غالبًا ما تتجاوز فهمنا. لكن المفاجأة تكمن فيما إذا كنا سنستغل تلك القدرات لصالح خلق عالم أفضل. العقل اللاواعي، بذكائه اللانهائي، لا يعرف الفرق بين الحقيقة المرئية والصوريون المحاكاة. فهو ينظر لكل ما يراه سواء كانت تجارب مباشرة أم تعبيرات خيالية بنفس درجة الجدية. وهذا يعني أنه عندما نتخيل بشدة شيئًا ما بصورة متواصلة، فإن دماغنا البدائي سوف يعمل لإدخال هذا التصور المنتظم ضمن عالمنا الحقيقي.
إحدى القصص الشهيرة التي توضح قيمة الخيال تأتي من قائد طيران حربي أسير في فيتنام. تم احتجازه في زنزانة ضيقة لفترة طويلة قبل تحريره أخيرا بعد سبعة سنوات تقريبًا. للتعامل مع ظلمة المكان وصعوبة البيئة، اختلق لنفسه مشهد لعبة الغولف المثالي بكل أدق تفاصيلها. وفي أقل من أسبوع عقب تحريره، شارك في بطولة دولية للغولف وأظهر مستوى عالٍ للغاية لم يكن لأحد توقعه سابقًا بناءً عليه خبرته العملية الضئيلة بل نتيجة لحتميته المؤمنة بتحقق تصوراته عبر خياله الشديد الثبات والاستدامة.
ومن الواضح تمام الوضوح أهمية توجيه أفكارنا نحو الصورة المشابهة للأسلوب السابق بدلاً منها تجاه الأفكار المقيدة كالاستسلام السلبي وخيبة الأمل وإرهاق النفس بشرود الفكر حول مواقف سيئة مضت تبقى مكبلة لعقول مرتادي درب الأحلام المنشودة لدى بعض الأشخاص ممن يجعلون ذاكره الطبقية ملاذا لهم عوض سعياً صادق نحو تحقيق الانعتاق الروحي والمعنوي المرتبط ارتباط وثيق بفكرة الشعور بالإشباع العقلي والعاطفي الداخلي الخاص بالفرد ذاته والتي تؤدي دور هام جدآ في عملية التعزيز الذاتى للحالة الاجتماعية والنفسية العامة للإنسانية جمعاء ولاقتراب مستويات عالية من الرقي الإنساني والسعادة الشخصية والعامة كذلك .