- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
تتناول هذه المحادثة نقاشا عميقا حول الفروق الرئيسية في مجال التعليم بين الدول القوية اقتصاديا والدول الضعيفة. ينطلق الطرفان من منظورين مختلفين ولكنهما مكملان لبعضهما البعض. يشرح كل منهما كيفية تأثر جودة التعليم بمجموعة من العوامل تتجاوز مجرد توفر الموارد المالية.
بدأ إحسان الدين بن وازن بالحديث عن الجانب التقني والمؤسسي للتعليم في الدول الغنية نسبيا مقارنة بتلك الفقيرة. وفقا له، تتميز الدُّوَلُ الأقوى مالِّيا بتطورها التكنولوجي الكبير، التركيز الشديد على البحوث الأكاديمية العملية، بالإضافة لنوعٍ خاصٍّ من نظامِ الرعايةِ الوثيقِّ للمعلمِّ والمتعلّمَ مَدْعمْ بقوانين ومبادرات حكومية فعالة لتحسين البيئة التعلمية برمَّتها. وهذا النظام المدروس يساعد بالتأكيد على رفع مستويات الأداء الأكاديمي لدى الطلاب وتحسين فرصهم العملية بعد الدراسة الجامعية حسب تقديره.
ومن جهته، قَرَع وسن المنصوري جرس التأثير السياسي والاجتماعي للأمر بأكمله. فهو يُشدد على ضرورة النظر خارج حدود الجوانب التشغيلية للإدارة التربوية عند تقييم مستوى التعليم داخل أي دولة بغض النظر عن وضعيتها الاقتصادية العامة. حيث يمكن للدولة الأكثر ثراء أن تقصر خدمات تعليمية هامة تحت ضغط المصالح الذاتية الضيقة وبذلك تصبح الأولى بأخذ المركز الأخير عالميا رغم امتلاكها لملايين الريالات! وكذلك فإن الدولة "الأقل دخلا" والتي تمثل لها الخدمة التعليمية حلماً ورغبة عميقة للتغيير الإيجابي للحاضر وللحياة المستقبل لأجيال شعبها الصاعد ستركز طاقاتها بلا شك لتقديم أفضل صورة ممكنة لهذا القطاع المهم للغاية ضمن إمكاناتها المتاحة حالياً مهما كانت بسيطة ظاهرياً. وبالتالي فنحن نعيش اليوم بعالم يتداخل فيه عوامل عديدة تؤثر بشكل مباشر وكبير على استراتيجيات التدريس وطرق التطبيق وتنظيمه والإدارات المختلفة لكل بلد بحسب هويتها الخاصة وإيمانها الراسخ بالقضايا الوطنية والشعبية المثلى لإصلاحه واستقراره واستمرار ازدهاره عبر الزمن بإذن الله تعالى سبحانه وتعالى جل وعز.
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات