التاريخ يُعرّف عادةً كعلم يدرس الأحداث والوقائع الماضية للبشرية، ويجمع ويحلل الأدلة لتقديم روايات دقيقة ومتكاملة لهذه الفترة الزمنية الغابرة. هذا العلم ليس مجرد تسجيل للحوادث الفردية، ولكنه أيضا فهم عميق لكيفية تأثير تلك الحوادث على الشكل العام للتاريخ البشري - سياسي، اجتماعي، اقتصادي، ثقافي، وعسكري وغيرها الكثير.
يعتمد علماء التاريخ بشكل كبير على مجموعة متنوعة من المصادر بما فيها الوثائق المكتوبة، الآثار، الروايات الشفهية، والسجلات الرسمية. دور المؤرخين هنا يكمن في التحليل النقدي لهذه المواد واستخراج روابط سببية تعكس كيف أدت أحداث سابقة إلى ظهور آثار لاحقة. بهذا الشكل، يمكن تصور التاريخ كمجموعة كبيرة من القطع الصغيرة المرتبطة بعضها البعض.
أحد أهم جوانب التعريف الواسع للتاريخ هو شموليته. فهو لا يعترف فقط بالأحداث نفسها بل أيضًا بتلك التفسيرات والتوجهات التي كانت موجودة خلال فترة الحدث. ومع ذلك، قد تكون هذه الشمولية تحديًا بالنسبة لممارسين التاريخ بسبب الطرق العديدة التي قد تُنظر بها الأحداث ذاتها من قبل مجموعات وحقب زمنية مختلفة.
أما بالنسبة لأهمية التاريخ، فهي عديدة ومباشرة للإنسانية. أولاً، يساعدنا في فهم شخصيتنا الاجتماعية بأنفسنا وبغيرنا، وهو ضروري لفهم كيفية تغير مجتمعاتنا اليوم وماضيها. ثانياً، يدربنا على الوعي الأخلاقي من خلال الدراسة الدقيقة للقضايا القديمة والتجارب الإنسانية السابقة. ثالثاً، يساهم التاريخ في تحديد الهويات الشخصية والجماعية، بدءاً بكيفية تكوين الأسرة وانتهاء بمفهوم الدولة الوطنية. أخيراً وليس آخراً، يمكن اعتبار التاريخ دروساً هامة حول الولاء والمعنويين الوطنية عندما ندرسه ضمن السياقات التاريخية المناسبة.
بشكل عام، يعد التاريخ بوابة أساسية لفهم العالم الطبيعي والعلاقات بين الثقافات والحضارات عبر الزمن.
