- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
انطلقَ النقاشُ حول تأثير مؤسساتٍ مالية دولية بارزة كالـ "صندوق النقد الدولي"، حيث طرحت المشارِكة الأولى، **عزيزة اليعقوبي**، وجهة نظر تُشير لأثر هذه المؤسسات الجدليّ إذ تهدف لبسط الاستقرار النقدي عالمياً عبر تقديم المشورة الفنِّية والمعنوية للدول الأعضاء مستهدفة بذلك خفض الدين العام واستعادة ثقة الأسواق في الاقتصاد الوطني؛ كونها تسعى دوماً لمراقبة الإنفاق الحكومي وضبطه وفق اشتراطاتها الصارمة والتي تبدو بالنسبة للأكثر فقراً نوعا من التدخل السياسي اللا أخلاقي المُحرَم.
وردَّ عليها زميلها **ياسر القيراوني** مدافعاً عن الجانب الآخر قائلاً إنها وإن كانت تجسيد لحوكمة عالمية تستغل ضعف حالات الطوارئ الاقتصادية لتمرير شروط قروضها آنذاك فإن هدف الأخيرة كذلك ليس إلّا تحقيق حالة الاستقرار المالية قصيرة المدى للمتعامل معه وهو حق مشروع أيضاً فهو ملزمٌ بتوفير أساسيات الحياة لشعب يحكمه وليس بمجرد زيادة عدد جيوبه مليارات بلا مساس بثقل ديونه الخارجية!! ثم تابع حديثه موضحاً مفاضلة أهل الاختصاص الذين يرون بأن مؤشرات مقياس أدائها ليست سلبية كما يبدو فهي ترصد منذ نشوئها معدلات انكماش وإصلاح ونمو أكثر بكثير مما لو بقيت نفسها بدون أي موازنة خارجية.
وفي ظل دفاعهما جاء تعليق **معالي بن عمر** ليضيف زاوية الرؤية الاجتماعية والإنسانية لقضيتهم مفندا افتراض وجود تناغم مطلق بين مصالح القطاع المصرفي والمؤسسات الإقليمية وبين عامة الشعب خاصة عند احتضاره بسبب أحكام قاسية تفرض عليها منها تصفية قطاعات إنتاجية بشرط عدم تفشي البطالة! وهذا مثال لما يحدث فعليا حيث فقد العالم الثالث الكثير من فرص العمل لديها لصالح جيوش مكاتب الصرافة وشركات الأدوات المنزلية...الخ.
وأخيراً انتقلت الحلبة نحو الخبيرة **ريم بنت داوود** التي اتفق مع كل رائي رائي سابق فيما سبقه ولمزيد من الدقة شددت على جانب حيوي يتمثل في آثار طويلة الأمد للعلاقات المبنية حسب قاعدة البائع والسائل دون مراعاة لعوامل أخرى كالتوزيع العادل للثروة داخل البلد الواحد وعدم تكريس التفاوت الطبقي فيه بالنظر لمسؤوليتنا أمام الله تعالى تجاه رعية مسؤولينا جميعاهم.
ختاماً، يعد هذا الحوار نموذجا رائدا لإبداء أفكار مختلفة وواقعية حول قضية حساسة متداخلة المواضيع تطرق لطرق حلول مبتكرة وسط جمود الموروث السابق وتحذر الغائب الحالي الأكثر خطورة وهو نفوذ طبقة الأعمال التجارية العملاقة وصراع الأقليات ضد أغلبية الشعوب المستضعفة طولا وعرضا تحت مظلة مؤسسية واحدة هي هيئة إدارة المال العالمي.(بدون استخدام الوسوم HTML)
عبدالناصر البصري
16577 Blog indlæg