توفي سيبويه، عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي، إمام النحو وأحد أبرز العلماء في تاريخ اللغة العربية، في ظروف غامضة في ريعان شبابه. ولد سيبويه في قرية البيضاء ببلاد فارس عام مئة وثمانية وأربعين للهجرة، ونشأ في مدينة البصرة حيث تلقى علومه على يد كبار العلماء مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي ويونس بن حبيب.
كان سبب تسمية سيبويه بهذا الاسم موضوعًا للنقاش بين المؤرخين، حيث يرجح البعض أن أمه كانت تطلق عليه هذا الاسم أثناء ملاعبته، بينما يرى آخرون أن سبب التسمية يعود إلى جماله الفائق ووجنتيه اللتين تشبهان التفاح.
على الرغم من عدم وجود العديد من التلاميذ المباشرين لسيبويه بسبب وفاته المبكرة، إلا أن كتابه "الكتاب" الذي ألفه في القرن الثامن للميلاد يعد من أهم كتب النحو على الإطلاق. وقد مدحه الجاحظ بقوله: "لم يكتب الناس في النحو كتابًا مثله".
اختلف المؤرخون حول سبب وفاة سيبويه، حيث قيل إنه أصيب بالذرب، وهو داء باطني يصيب المعدة، مما أدى إلى وفاته في مسقط رأسه قرية البيضاء بمدينة شيراز عام مئة وثمانين للهجرة. وكان عمره آنذاك لا يتجاوز الثلاثين عامًا. وقد رثاه العديد من الأدباء والشعراء، ومن بينهم الزمخشري الذي قال:
"ألا صلى الإله صلاة صدقٍ
على عمرو بن عثمان بن قنبر
فإن كتابه لم يغن عنه
بني قلمٍ ولا أبناء منبر"
رحل سيبويه تاركًا وراءه إرثًا علميًا كبيرًا في مجال النحو، حيث ساهم كتابه في وضع أسس منهجية لدراسة اللغة العربية وتدوين قواعدها.
