تتطور الصخور المتحولة نتيجة لعملية جيولوجية معقدة تحدث داخل الأرض. هذه العملية تنطوي على تغيير نوع وتركيب الصخور الأصلية بسبب عوامل ضغط وحرارة وعناصر كيميائية. يمكن تقسيم تشكيل الصخور المتحولة إلى ثلاث مراحل رئيسية: الضغط الحراري، التحول الطبقي، والتغير المعدني.
في مرحلة الضغط الحراري، يحدث تغير في درجة الحرارة وضغط البيئة التي تشغلها الصخرة الأم. هذا يؤدي غالباً إلى إعادة بلورة المواد الموجودة فيها لتكوين مواد جديدة أكثر كثافة ومقاومة مثل الباريت والكوارتز. أما عملية التحول الطبقي فهي مرتبطة بالوضع الجيوفيزيائي للصخرة بحيث تخضع لأحمال مختلفة طبقاتياً مما يسبب تغيرات هيكلية واضحة تعكس الضغط المتزايد نحو العمق للأرض.
ثم يأتي دور التغيير المعدني حيث تعمل العوامل المذكورة سابقاً بالإضافة إلى توافر عناصر غذائية كيميائية على تحويل التركيبة الكيميائية للمواد الموجودة أصلاً. هنا يتم إنتاج مجموعة متنوعة من المعادن الجديدة بما فيها الأميست وبعض أنواع اليشم الأخضر الشهيرة عالمياً والتي تعتبر نتاجًا مثاليًا لهذه العملية الفريدة جدًا.
هذه الظروف القاسية للغاية تؤدي إلى ظهور ما يعرف بصخور متحولة ذات خصائص فريدة مميزة سواء كانت جمالية أم هندسية أم علمية وبالتالي لها أهميتها الخاصة ضمن الدراسات الجيولوجية الحديثة حول تاريخ وأصول سطح الارض وتداعيات ذلك المستقبلية لهيكل الغلاف الخارجي لها وما يحويه تحت قدمينا يوميًا!
