ولد العالم ب. إف. سكينر، أحد أهم رواد علم النفس السلوكي، في العام ١٩٠٤ في ولاية بنسيلفانيا الأمريكية. بدأ رحلته الأكاديمية بتحصيله درجة البكالوريوس من كلية هاملتون ثم حاز لاحقًا على الدكتوراه في علم النفس من جامعة هارفارد الشهيرة عام ١٩٣١.
تأثر سكينر بشدة بعلميين بارزين هما جون واتسون وجون بيوفالوف، الذين أدخلوا مفاهيم جديدة حول دور البيئة الخارجية والسلوك المرصود في تشكيل الشخصية الإنسانية. هذا التأثير جعله يقضي سنوات عديدة في الدراسات المتعلقة بسلوك الحيوانات وكيف تؤثر التجارب الحياتية عليهم وعلى تنمية القدرات المعرفية لديهم.
وفي الخمسينيات، عزز سكينر مكانته عندما طور "نظرية التحكم العملياتي" والتي تتضمن استخدام تقنيات التحفيز والعقاب لتشكيل وتوجيه السلوك البشري نحو الأهداف المرغوبة. وأصبح معروفًا أيضًا بمقولته الشهيرة "تحكم المجتمع". هذه المقولة كانت أساس الكثير من أفكار سكينر حول كيفية بناء مجتمع أكثر فعالية واستدامة عبر تصميم النظم الاجتماعية بطرق تحفز الأفراد للإنتاج والإبداع الأخلاقي والمشاركة الفعالة ضمن السياقات التعليمية والحياة العملية كذلك.
بالإضافة لذلك, ألف العديد من الكتب والدراسات المؤثرة مثل كتاب "ما بعد الحرية والكرامة", والذي سلط فيه الضوء على رؤيته للتقدم الاجتماعي والفكري المستقبلي. كما كتب عدة مقالات مهمة منها واحدة خاصة بجريدة جامعه هارڤارد عام ١٩٥٤ بعنوان «علم التعلم وفن التربية»، تناول فيها تطبيق نظريات التعليم الخاصة به داخل غرف الصفوف التقليدية وخارجها أيضا بما يؤدي لتحقيق نتائج تعليمية مثلى ينتج عنها دوماً خروج طلاب قادرين ومستقلين ومنفتحين للحصول علي مستقبل أفضل .
وتأكيدا لاستمرارية تأثير عمله حتى يومنا الحالي ، فإن نظرياته مازالت جزءا محوريا ببرنامج تدريب مدارس متخصصة ومتقدمة تستخدم نظام إدارة فصول دروسی يسمى 'Skinner Box', وهو نسخة طبق الأصل لغرفه اختبار بسيطه ابتكرها علماء نفس بهدف مراقبة رد فعل الجرذان أثناء تعرضها لمختلف انواع المكافآت والتأثيرات الأخرى والتي تعتمد عليها فلسفة عمل جميع اقسام قسم علم النفس الحديث نفسه حالياً !