في أعماق الأرض، هناك عالَم مجهول وغامض يُلفه السر من جميع جوانبه. يؤكد العلماء أن الأرض ليست كتلة صلبة واحدة بل تتكون من طبقات متداخلة، تحتوي الطبقة الداخلية على مواد مائعة بدرجات حرارة مرتفعة للغاية. هذا ما نراه واضحًا في النتوءات البركانية عندما تصل إلى السطح لتتجمد، مما يشهد على جوهر الأرض المغلي.
وفي جانب آخر، يقول علماء الدين الإسلامي - استنادًا إلى القرآن الكريم - إن الأرض مليئة بالطبقات المخفية التي يسكنها مخلوقات غير معروفة لنا. فالقرآن يشير إلى سبع سماوات وسبع أرضيات، موضحًا أن بين تلك الأرضيات الشموس التي تضيء شعوبًا أخرى لا نفهم وجودها حاليًا. هذِه الشعوب قد تكون يأجوج ومأجوج وغيرهم ممن يسكنون عوالم جوف الأرض. لقد أثبت الكتاب المقدس الإسلامي هذا الأمر بشكل مباشر عندما روى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قصة الرجل الطويل الذي طرح أسئلة حول ما يوجد تحتي الأرض، حيث أكد الرسول محمد على وجود دواليخ خفية داخل أراض تتميز بسلسلة من الطبقات السباعية.
كما يتفق العديد من المفسرين القدامى مثل ابن الوردي والسيوطي وابن عباس رضوان الله عليهم جميعًا على وجود هذه الطبقات المختلفة ضمن العمق الجوفي للأرض، ولكنه ليس بالضرورة تفسيراً حرفياً للكرة الواحدة المكونة للأرض. ويعتبر البعض أنها تمثل القارات السبع بينما يرى الآخرون أنها عبارة عن طبقات مستمرة بلا حدود ملحوظة بينهما. ويُشير الحديث الشريف للإمام البخاري إلى عدم معرفتنا بتلك الدواليب وكيف تشكل جزء مهم مما يُسمّى بالعالم السفلي أو الجانب النائي للعالم المرئي.
على الرغم من اختلاف الآراء حول طبيعة هذه الدواليب العديدة ووجود الحياة فيها، فإن الاتفاق العام يكمن في التصديق بفكرة تعدد الأدوار والجهات الطبيعية الهائلة والتي لم يتم استكشاف أكثر مما نعرفه اليوم... إنه حقاً عالم عجيب ومترامي الأطراف!