كان للحارث بن كلدة الثقفي مكانة بارزة ومميزة باعتباره أحد أعلام طب الإسلام الرائدين. عاش هذا الرجل الفذ في زمن كان العلم والمعرفة تُقدر بثقلها الذهبي, حيث برز كمبتكر وفاضل يجسد روح النهضة المعرفية في المجتمع العربي حينذاك.
ولد الحارث بن كلدة في مدينة الطائف جنوب المملكة العربية السعودية حاليًا قبل ظهور دعوة الدين الإسلامي بسنين عدة, مما جعله يشهد التحولات الجذرية للأمة أثناء انتشار رسالة محمد صلى الله عليه وسلم. نشأ في بيئة غنية بالتجارب الجديدة والفلسفات المتنوعة، مما دفع به للسفر عبر ربوع الجزيرة العربية بحثًا عن معرفته الخاصة.
كان الحارث يتمتع بروح المغامرة والشجاعة اللازمين لاستكشاف مناطق جديدة مجهولة آنذاك، فزار العديد من المدارس الطبية المبكرة التي كانت تحتضن عبقرية علمية متقدمة جدًا بالنسبة لتلك الفترة الزمنية المضطربة. وفي رحلة طويلة ومتواصلة نحو اكتساب المزيد من المهارات والأدوات العلاجية، وصل أخيرًا لأرض جنديسابور بالعراق الحديث اليوم، وهي مهد حضارة قديمة تُعتبر واحداً من أهم مراكز التعليم العالمي القديم والتي تخصصت بشكل أساسي بمجالات الطب والفلسفة وغيرهما الكثير. هنا، تعرف عن كثب على قواعد تشخيص الأمراض وطرق علاجه المختلفة التي اقترنت بالأدوية العشبية والتوابل المستخدمة بكفاءة عالية. وقد أثمرت تلك التجربة الغنية بتكوين شخصية متعددة المواهب تجمع بين براعة اليد والجنان الخصبة بالإبداع والإنجازات العملية والنظرية جنبا إلي جنب مع مهارات التفاوض والاستشارة السياسية أيضًا.
وبتحوله إلى العالم الطبي الشهير داخل بلاط الملك الفارسي "كسرى"، فقد اتاح له ذلك فرصة فريدة لعرض ثمار دراسته للآخرين وخاصة ضمن محيط ملكي تتطلب تدريبه وإرشاده خبرات واسعة ومعارف متنوعة سواء فيما يتعلق بشؤون الحرب أم سلامتها العامة بما يحافظ عليها من مكامن قوة وحماية ضد الأخطار الداخلية والخارجية أيضاً. ولم يكن الأمر مجرد عرض موقف شخصي فحسب ولكنه أيضا تحد لقيمه الشخصية وأصالته أمام كافة خصومه السياسيين ومن هم حول ملكه مباشرة إذ أكد لهم أن العرب ليسوا مجموعة من البدويين الجامحين كما حاول البعض تصويرها وإنما مجتمع يعرف كيف يستخدم عقله ويطور حكمته ويستغل موارد الأرض بطريقة رشيدة تساعد الجميع دون تمييز بسبب الانتماءات القبلية التقليدية السائدة وقتذاك.
بعد رجوع الحارث لبلاطه الأصلي بدأت مرحلة مهمة أخرى تتمثل بحصوله علي شرف مساندة النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم عندما طلب منه الأخير تقديم المساعدة الطبية لشخص مظلوم تعرض لإصابة خطيرة نتيجه نزال مباشر وقع اثناء إحدى الحملات العسكرية لتوسيع رقعة الدولة الفتية حديثا.. لقد أدى دوره بامتياز باستخدام وصفات فريدة تعتمد أساسا على الاعشاب المحلية الموجودة بكثافة بإقليم الحجاز والذي يعد الآن جزء رئيسياً بالمملكة السعوديه الحديثة... هذا العمل الإنساني نبيل للغاية يدلل على مستوى الاحترافية الي اي مدى بلغ ايام ذاك الوقت العريق! بالإضافة لذلك خدم كذلك قائدا للجيش الاممي المسلم مستخدما تجارب ميدانية مكتسبة سابقا بما عززه موقعه المركزي بالقوات النظامية للدفاع عن البلاد ضد غزو الرومان شمال العراق الحالي بينما شارك لاحقاً بخوض غمار معارك ذات اهمية قصوى مثل جيش قادسه الكبير مؤسسا بذلك قاعدة معلومات واسعه حول كيفية التصدي لهذه الاخطار الخارجية خاصة وان جاءت مدعومة بترسانة ضخمه تضم اساطيل بحرية كبيرة نسبيا قسم منها كان هدفه الاساس الوصول ساحليات مصر وشبه جزيره سيناء المصرية مما جعل موقفه شديد حساسية نوعا ما حسب الظروف المحيطة رغم نجاحه النهائي برفقة زملائه الأفذاذ منهم الذين ظهروا بانقلاب مفاجئ لفترة قصيره وجهول المصدر حدوديته حيث اعتبر البعض انه ربما قتل بطريقة مؤلمة بواسطة امرأة يهوديه مازالت تفاصيل حالتها الصحية مجهولة بصورة نهائية لكن ظاهر الاحتمالية الأقرب أنها بسبب سم غذائي مزروع داخل بعض الاطعمه مقدمه اما لها كهبات بسيطة تقدم للاحتفال بحدث سعيد محدد الا انه تحول لحادث كارثي ابادا حياة رجل اعترف الجميع بجدارته العظمى واوفائه الجدير بالتقدير نحو وطن اصبح رمزا للتقدم الانساني بكل اشكالها المختلفه .