صلاح الدين الأيوبي، ذلك الاسم الذي ارتبط بالشجاعة والإقدام والإيمان، رمزٌ للتضحية والفداء في سبيل الدفاع عن الأرض والمقدسات الإسلامية. ولد في العام 532 هـ، تحديداً في مدينة تكريت العراقية، لعائلة تنتمي إلى قبائل العرب الغطفانية. نشأ تحت رعاية آل زينكي، تعلم منهم حميدة الأخلاق والتدين الراسخ. اتسم شخصيته بالتقوى والصبر والجهاد الدائم ضد الظلم.
كانت حياة صلاح الدين مليئة بالمهام البطولية. قاد عدة حملات عسكرية ضد الصليبيين الذين استباحوا الأراضي العربية منذ أكثر من قرن. عرف عنه حكمته وفطنته العسكريتين اللتين ساعداه في تحقيق انتصارات كبيرة. ومن أشهر تلك الانتصارات فتحه للقدس عام 1187 ميلادية خلال معركة حطين الشهيرة. هذه المعركة غيرت مسار التاريخ العربي والأوروبي بشكل كبير.
بعد سنوات قليلة من انتصار حطين تعرض صلاح الدين للأزمة الصحية والتي أنهت حياته المباركة في شهر شعبان من عام 589 هـ. ترك خلفه إرثاً لا يمحوه الدهر، فهو ليس فقط حاكماً ذكياً وعادلاً؛ إنما أيضاً شخصية مؤثرة ومعروفة بحسن التدبير والشخصية القيادية الرائدة. حتى اليوم يعتبر مثالاً يحتذى به للعديد من المسلمين حول العالم بسبب إيمانه العميق وإخلاصه للدفاع عن الحقوق المغتصبة للمسلمين.