ولد العالم المسلم الكبير علي بن الحسن بن الحيثم، المعروف بابن الهيثم، حوالي عام 965 ميلادية في بلدة البصرة الواقعة جنوب العراق الحالي. يُعتبر أحد أهم العلماء المسلمين الذين ساهموا بشكل كبير في تطوير العلوم الطبيعية والفلسفة. تنحدر عائلته من مدينة عين الهيثم بفلسطين، مما يفسر سبب لقبه "ابن الهيثم".

تلقى تعليمه المبكر في مسقط رأسه قبل أن ينتقل إلى بغداد لمتابعة دراسته الجامعية. أثبت تفوقه مبكرًا في الرياضيات والفيزياء وعلم الفلك، وهو مجال كان له تأثير عميق على مجالات أخرى مثل الهندسة والبصريات.

بعد فترة طويلة من الدراسات المستمرة والتجارب العلمية، كتب العديد من الكتب والمقالات التي غيّرت وجه النظر التقليدية للعديد من المجالات العلمية وقتها. أشهر أعماله هي كتاب "كتاب المناظر"، والذي يعتبر أول عمل علمي شامل حول الفيزياء البصرية والاستعانة بالعلم التجريبي فيها. ومن بين إنجازاته الأخرى اكتشافاته الرائدة المتعلقة بديناميكيات السوائل وخصائص الضوء.

رغم كونه عالم دينامي ومبدع، تعرض ابن الهيثم لمشاكل سياسية أدت إلى اعتقاله لفترة وجيزة خلال زمن الخلافة الفاطمية بمصر حيث عاش معظم حياته الأخيرة. ومع ذلك، ظل يعمل بلا كلل وأثر بشكل غير مباشر على أعمال مشاهير آخرين بما في ذلك إسحاق نيوتن وكوبرنيكوس.

توفي ابن الهيثم في القاهرة سنة 1040 م تاركا وراءه تراثا عظيما مازال يؤثر حتى يومنا هذا ويُستشهد به كثيرا في مختلف المؤتمرات العلمية العالمية.