السنة والعام مصطلحان غالبًا ما يستخدمان بالتبادل ولكن لهما تعريفات مختلفة عند دراسة التاريخ الإسلامي والعلم الفلكي. "السنة" يشير إلى الفترة الزمنية التي تستغرقها الأرض لإكمال دورتها حول الشمس، وهي حوالي 365 يومًا وربع اليوم تقريبًا. هذا يعني أنها فترة زمنية شمسيّة. أما "العام"، فهو يُستخدم عادةً لوصف الدورة القمرية، والتي تتكون من اثني عشر شهرًا قمرًا، كل منها يبلغ حوالي 29.5 يوماً، مما يعطي مجموع سنوي يقارب الـ 354 يومًا فقط.

في التقويم الغربي الحديث، يتم استخدام العام الشمسي لأنه أكثر انسجاما مع الفصول والتغيرات الموسمية للأرض. ومع ذلك، فإن العديد من الثقافات بما فيها الثقافة الإسلامية تعتمد أيضًا على التقويم القمري بسبب ارتباطاته الروحية والدينية. فالتقويم الهجري مثلا يقوم على حركة القمر وهو أساس تحديد أيام الأعياد والمناسبات الهامة مثل رمضان والأضحى والفطر وغيرها.

إن الاختلاف الرئيسي يكمن إذن في المصدر المرجعي لهذه الوحدات الزمنية: فالسنوات هي وحدات زمنية شمسية بينما السنوات القمرية هي ببساطة أشهر متتالية بدون حساب مدتها الكاملة مقابل حركتها عبر مدار الأرض. وبالتالي فإن فهم هذين المصطلحين يمكن أن يساعدنا في تصور العلاقة المعقدة بين النظامين الطبيعي والسماء والإنسانية على كوكب الأرض منذ القدم حتى وقتنا الحالي.