سمّى العرب الفروخ الصغيرة من نوع معيّن من الغزلان باسم "الغزالة". هذا الاسم ليس مجرد تسمية بسيطة بل يحمل بين طياته دلالة عميقة تعكس علاقتهم الوثيقة بتلك الكائن الرائع. يشير مصطلح "غزالة" إلى الجمال النقي والحساسية التي تميز هذه الأنواع الفرعية للغزلان. كما أنه يعبر عن رشاقتها وسرعتها المذهلة عندما تهرب عبر الأدغال الخضراء.
في الثقافة العربية التقليدية، تأتي حنان الأم ورعايتها الطبيعية للفرخ الصغير كمثال حي لجوانب أخرى تحملها كلمة "غزالة". العناية والدفاع الحثيثين للأم تجاه فرخها يجعل منها رمزاً للعطف والأمان والتوجيه. بالإضافة لذلك فإن القوة والمرونة التي تتمتع بها الغزلان بشكل عام يمكن ربطها بالقوة الداخلية لشعب الصحراء الذين اعتمدوا عليها كمصدر غذائي أساسي ومصدر إلهام لحياتهم اليومية.
إن تسمية "غزالة"، إذن، ليست فقط وصفا للمظهر الخارجي ولكن أيضا انعكاس لحالة روحية واجتماعية متكاملة تربط بين الإنسان والطبيعة حول العالم العربي القديم. إنها شهادة على فهمنا لأهمية الانسجام والتوازن داخل البيئة المحلية والعلاقات الإنسانية أيضًا.