"مقومات" مصطلح يشير إلى العناصر الأساسية والقيم الجوهرية التي تشكل أساس أي نظام أو هيكل، سواء كان مجتمعيًا، ثقافيًا، اقتصاديًا، أو حتى داخل نسيج الأسرة الواحدة. تعود جذور هذه الكلمة إلى الأصل العربي حيث يقابل الفعل "قام"، والذي يعني الثبات والاستقرار. لذا فإن "المقومات" هي القواعد الراسخة التي تسند البنية وتحميها من الانهيار.
تتنوع المقومات وفق السياقات المختلفة؛ فقد تكون مادية مثل الطعام والمسكن والدخل الشهري بالنسبة للأسر، وقد تكون معنوية كالقيم الأخلاقية والحفاظ على روابط العائلة والروابط الاجتماعية القوية. هذه المقومات ليست مجرد أدوات لكنها محركات للتقدم والتغيير الإيجابي. بدونها، يمكن أن تواجه الأفراد والجماعات تحديات كبيرة تتعلق بصحة الإنسان وعافيته النفسية ومستويات التعليم والشعور العام بالرفاهية.
على سبيل المثال، تلعب المقومات الاقتصادية دورًا حيويًا في استدامة الأسر وضمان مستقبل مستقر لأجيالها القادمة. عندما تنعدم القدرة على تأمين الاحتياجات الأساسية كالطعام والماء والعلاج الطبي الملائم، يحدث فراغ كبير يؤدي غالبًا إلى اضطرابات نفسية وسلوكية خطيرة لدى أفراد الأسرة. بالإضافة لذلك، هناك ارتباط وثيق بين مستوى المعيشة والفقر وبين انتشار الجرائم والسلوكيات المضطربة الأخرى.
وفي حين ترتبط المساكن أيضًا ارتباطًا وثيقًا بتنمية الطفل وكيف ينمو ليصبح عضو فعال ومتفاعل في المجتمع، إلا أنه عند الحديث عن مساحات مكتظة وظروف سكن سيئة، تصبح احتمالية مواجهة مشكلات إضافية عالية جدًا. حيث تشجع الظروف القاسية على تقبل التجارب العدائية وانحدار الأفكار والمعتقدات المتشددة وسط شريحة سكانية معرضة بالفعل للاستهتار واستعداد كبير لتبني آراء متطرفة.
أما العنصر الاجتماعي فهو العمود الفقري للحياة الإنسانية إذ يعمل كنظام دعم مهم يكافئ السلوك الحميد ويعاقب السلوك المسيء وهو أحد أهم المحفزات للسلوك الاجتماعي المناسب والذي بدوره يساهم في خلق مجتمع أكثر سلامًا واتزانًا اجتماعيًا. أما الأمومة فهي رحلة مليئة بالتضحيات تستحق الاعتراف لما لها من تأثير مباشر وغير مباشر ليس فقط على الغذاء البدني بل وعلى تغذية الروح كذلك عبر تقديم الحب والحماية اللازمين وضمان نمو الشخصية بطريقة صحية ونشيطة.
وبالتالي، فإن فهم أهمية وحساسية المقومات يساعدنا على تقدير التعقيدات الداخلية لكل منظمة مهما كانت صغيرة أو كبيرة مما يمكننا من تطوير سياسات عامة فعالة هدفها الحد من المخاطر والصعوبات المحتملة ودعم الخطوات نحو عالم أكثر رخاءً وعدلاً اجتماعيًا.