ابن تيمية، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية، هو أحد أبرز علماء الإسلام في القرن السابع الهجري. ولد في مدينة حرّان في العاشر من ربيع الأول من عام 661 هجري، واشتهر بكونه أحد أبرز علماء المذهب الحنبلي.
كان ابن تيمية متعدد المواهب، حيث اهتم في مسيرته العلمية بعدة مجالات منها العقيدة، والفقه، والفلسفة، والحديث، وأصول الفقه، والفلك، والمنطق. وكان بارعًا في علم الجبر والحساب، وقد رد على فلاسفة المشائين التابعين لأرسطو الذين قالوا أن الفلسفة هي الفلسفة الإلهية ثم الرياضية ثم الطبيعية، مؤكدًا أن العلوم الطبيعية أفضل من العلوم الرياضية.
ألف ابن تيمية العديد من الكتب الشهيرة التي رد فيها على مخالفيه في عصره، مثل تقي الدين السبكي، وابن حجر الهيتمي، وابن جماعة. ومن أشهر مؤلفاته "فتاوي ابن تيمية"، "الجمع بين العقل والنقل"، "الفرقان بين أولياء الشيطان"، "الرسالة الأكملية"، "الرسالة العرشية"، "نقض المنطق"، "الواسطة بين الحق والخلق"، "رفع الملام عن الأئمة الأعلام"، "الوصية الصغرى"، و"منهاج السنة النبوية في نقض الشيعة والقدرية".
كان لابن تيمية العديد من التلاميذ البارزين، منهم شمس الدين (ابن قيم الجوزية)، وأبو عبد الله الذهبي، وابن كُثيّر. ومع ذلك، واجه ابن تيمية معارضة شديدة من بعض الفرق الأخرى مثل الشافعية والمالكية والحنفية.
دخل ابن تيمية السجن في عام 726 هـ بسبب محاوراته التي منع فيها زيارة قبور الأنبياء والصالحين، وبقي فيه حتى أُصيب بالمرض وتوفي يوم الإثنين في العشرين من ذي القعدة سنة 728 هجري. ودُفن في مقبرة الصوفية.
كان لابن تيمية دور كبير في الدفاع عن تعاليم الإسلام بالأدلة والبراهين، والناصر للحق والقلم الحاد على المبتدعين والملحدين عن الدين. وقد ترك إرثًا علميًا غنيًا لا يزال يُدرس ويُحتفى به حتى يومنا هذا.