تعد المفردتان "مبارك" و "مبروك" من المصطلحات الشائعة الاستخدام في اللغة العربية، إلا أنهما تحملان معاني مختلفة رغم تشابههما الظاهري. يعود هذا الاختلاف إلى دلالتيهما وأصولهما التاريخية. سنتناول هنا الفروقات البلاغية والدلالية لكل منهما.
الكلمة الأولى "مبارك"، تأتي بصيغة اسم فاعل من الجذر الثلاثي {بّرَكَ}. تُستخدم هذه الصياغة عادةً لوصف ما هو موعود بالبركة والموفور فيها، مثل الأدعية النبوية التي كانت تصدرها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأصحابه. تقول دعوة رسول الله الشهيرة عندما يرزقه الله بمولود جديد: «إنَّ الولدِ مِثلُ الزينةِ». وهذا يعني أنها مُباركة وحاملة للبركات الإلهية. كما يمكن استخدامها بعد حدث سعيد للتعبير عن رغبتك بأن يستمر الخير ويعمّ البركة فيه؛ كأن نقول لمن تزوج حديثاً: "نسأل الله أن تكون حياتكما مباركة."
أما "مبروك" فهي اسم مشتق أيضاً لكنه يأتي بصيغة اسم مفعول من نفس الجذر "バーク". ومع ذلك فإن معناها مختلف بعض الشيء إذ يشير للمعزوم بالبركة أو المتحلّى بها نتيجة لقضاء إلهي مستحقٌ له. يتمُّ قول مبروك عند التعليق على حصول شخصٍ ما على نعمة كبيرة أو زوال مصيبة عنه. مثالٌ على ذلك: عندما ينجح طالب بجهد كبير نختار وصف نجاحه بأنه "مبارك"، بينما فور سماعه بنتائج الامتحانات قد سمع عبارة "مبروك عليك النجاح!" للإشارة لصحة اختياراته الحسنة وشكر القضاء الرباني المستحق لها.
تجدر الإشارة هنا إلى وجود اختلاف آخر وهو السياق الاجتماعي والثقافي حيث تبقى سيدة المجتمع الشرقي أكثر ميلاً لاستخدام تعبير "مبارك" بسبب ارتباطه بالمقدسات والتقاليد الإسلامية العريقة بخلاف الرجل ربما يفضل استخدام عبارة "مبروك". بالإضافة لذلك فإن هناك تأثير ثقافي أيضًا فقد يُلاحظ البعض خصوصيات اجتماعية محلية تؤثر بهذا الخيار اللغوي وفقًا لعادات وعادات المنطقة الواحدة داخل الوطن العربي الكبير والسعيد دائمًا!