- صاحب المنشور: باهي الشاوي
ملخص النقاش:
في عالم يتغير بسرعة كبيرة بسبب الأنشطة البشرية مثل التصحر، الاحتباس الحراري، والتلوث، أصبح الحفاظ على التنوع الحيوي قضية ملحة. التنوع الحيوي ليس مجرد مجموعة متنوعة من الكائنات الحية؛ إنه نظام ديناميكي معقد يوفر خدمات حيوية للبشر والعالم الطبيعي. هذه الخدمات تتضمن توفير الهواء النقي والماء القابل للشرب، تنظيم المناخ المحلي، والحماية ضد الأمراض.
من الناحية التاريخية، كانت المجتمعات الإنسانية تعتمد مباشرة على النظام البيئي للحصول على الاحتياجات الأساسية. ولكن خلال القرن الماضي، أدى التوسع العمراني والصناعات الثقيلة إلى تقليل المساحات الطبيعية وتدميرها. هذا الانخفاض الكبير في مساحة العيش للمجموعات النباتية والحيوانية يؤدي إلى فقدان الأنواع التي قد تكون لها أهمية لمستقبل الإنسان.
على سبيل المثال، يُعتبر الغابات المطيرة واحدة من أكثر المناطق بيولوجية غنية في العالم. لكن مع الزيادة السكانية العالمية والاستغلال غير المستدام للأرض، فإن حوالي 18% من الغابات الأصلية حول العالم دمرت منذ عام 1990 وفقا لتقرير صدر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة. هذا التراجع الشامل للغابات يساهم بشكل كبير في انبعاث ثاني أكسيد الكربون ويؤثر سلباً على قدرة الغلاف الجوي على امتصاص الغازات الدافئة الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب حفظ التنوع الحيوي دوراً أساسياً في الصحة العامة. العديد من الأدوية الحديثة مستمدة من المواد الخام الموجودة في العالم الطبيعي. الدراسات العلمية تشير إلى أنه ربما هناك ملايين الأنواع الجديدة التي يمكن استخدامها لأهداف علاجية. ومع ذلك، قبل استكشاف تلك الأصول الطبيعية، يجب علينا التأكد من بقاءها واستمراريتها.
لكن التهديدات ليست محصورة بالأراضي البرية فحسب. البحار والمحيطات أيضاً تواجه ضغوطاً هائلة بسبب الصيد الجائر والتلوث البلاستيكي. هذه الضغوط تؤدي إلى تصحر الحياة البحرية وخلق عدم توازن خطير داخل شبكة الأنظمة البيئية المترابطة تحت الماء.
لحل هذه المشكلات المعقدة، تحتاج الحكومات والشركات والأفراد جميعاً إلى تحمل المسؤولية. ينطوي الأمر على الاستثمار في البحث العلمي لحماية وإعادة تأهيل المواقع البيئية الهامة، بالإضافة إلى تعزيز السياسات التي تشجع الاستخدام المستدام للأراضي والبحر. التعليم أيضا له دور حيوي في رفع وعى الجمهور بأهمية التنوع الحيوي وكيف يمكن لكل شخص أن يساهم بطريقته الخاصة.
وبالتالي، يعد الحفاظ على التنوع الحيوي جزءاً جوهرياً من بناء مستقبل مستدام حيث تستطيع كل كائن حي - بشري كان أم طبيعي - أن يعيش حياة صحية ومزدهرة ضمن حدود الأرض المتاحة لنا جميعا.