في عالم الفيزياء، يعتبر وصف وتحليل حركة الأجسام جزءاً أساسياً ومثيراً. يمكن تقسيم هذه الحركة إلى فئتين رئيسيتين هما الحركة الخطية والحركة الدورانية. الحركة الخطية هي التي تتبع خط مستقيم بينما الحركة الدورانية تشير إلى التحرك حول محور ثابت. هذه النوعيات من الحركات تخضع لقواعد ولوائح محددة بموجب القوانين الفيزيائية مثل قانون نيوتن الأول والثاني والثالث للحركة، بالإضافة إلى مبدأ الطاقة والكثافة الحركية.
القانون الأول لنظرية نيوتن للحركة - والذي يعرف أيضاً بالقانون الكامن - ينص على أنه "كل جسم يستمر في حالته الطبيعية ما لم يُحدث عليه قوة خارجية تغيره". هذا يعني أن الجسم سيبقى ساكنًا إذا كان ساكنًا وسيتابع بحركته المنتظمة والعادية إذا كانت هناك حركة مستمرة بالفعل. لكن عندما يتم تطبيق قوة خارجة، سيغير الجسم طبيعته سواء بالتوقف أو البدء بالحركة بناءً على اتجاه وشدة تلك القوة.
أما القانون الثاني فهو أكثر تعقيداً بعض الشيء ويُعرف بصيغته الرياضية F=ma، حيث 'F' تمثل القوة المؤثرة، 'm' هو كتلة الجسم و'a' هي التسارع. وبشكل أبسط، يعبر هذا القانون عن العلاقة بين القوة والتسارع: كلما زادت القوة الموضوعة على جسم معين، ازدادت سرعة تغير سرعة ذلك الجسم (التسارع) بشكل مباشر وبالاتجاه نفسه للقوة المفروضة. وعندما نقوم بتطبيق قوانين نيوتن هذه على حالات مختلفة لحركات الأجسام، يمكننا معرفة كم ستكون سرعتها النهائية بعد فترة معينة تحت تأثير قوى متعددة وأشكال أخرى للمقاومة.
الحركة الدورانية لها خصوصيتها الخاصة أيضًا والتي غالبًا ما ترتبط بالدورانات حول مركز الجاذبية أو المحاور الثابتة الأخرى للأجسام الصلبة. وفي هذه الحالة، تُستخدم مفاهيم مثل الزاوية الزمنية والدوران الزاوي لتوصيف وتقييم ديناميكية دوران الأشياء. كما تلعب دورا هاما كميات كمثل السرعة الزاوية والموضع الشعاعي ونصف قطر الدائرة في تحديد خصائص الدورات المختلفة لهذه الاجسام. وهذه الفهم العميق للدوران يكشف العديد من الظواهر اليومية الرائعة بدءا من سير الساعة وانتهاء بكوكبات المجرات الهائلة عبر مجرتنا درب التبانة! لذا فإن دراسة حركات الأجسام ليست مجرد مجال علمي نظري عميق بل تمهد الطريق أيضا لفهم أعمق للعالم الطبيعي المحيط بنا.