• صاحب المنشور: ألاء بن عيشة
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهد العالم تقدماً هائلاً في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) مع العديد من التطبيقات التي تحسن حياتنا اليومية. ولكن هذا التطور يثير أيضاً تساؤلات أخلاقية عميقة تتطلب منا إعادة تقييم علاقاتنا مع الآلات.

فهم التكنولوجيا والأثر الأخلاقي

الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مجموعة من الأكواد البرمجية، بل هو نظام قادر على التعلم والتكيف والتفكير بطريقة تشبه البشر إلى حد كبير. هذه القدرات تتيح له القيام بمهام كانت مستعصية عليه سابقاً، مثل التشخيص الطبي الدقيق، إدارة الخدمات اللوجستية المعقدة، وإدارة الأعمال المالية بكفاءة عالية. لكنها أيضا تخلق مخاطر غير متوقعة قد تكون لها آثار بعيدة المدى على المجتمع.

العدالة والأمان

أولى القضايا الأخلاقية الرئيسية هي العدل. كيف يمكن ضمان أن قرارات الذكاء الاصطناعي ليست متحيزة ضد مجموعات معينة من الناس بناءً على الجنس، العرق، الدين وغيرها؟ هناك حالات تم رصد فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي تقوم بأخطاء بسبب عدم توافق البيانات المستخدمة للتدريب مع الواقع المتنوع للمجتمع البشري. وهذا يؤدي إلى نتائج غير عادلة ومشكوك فيها أخلاقياً.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأمن أصبح مصدر قلق كبير حيث يُمكن اختراق بعض نماذج الذكاء الاصطناعي واستخدامها لأغراض غير شرعية. يمكن للقراصنة استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لإنشاء رسائل بريد الكتروني تقنع الضحية بتقديم معلومات حساسة أو حتى لتنفيذ هجمات التصيد الاحتيالي.

الوظائف والخصوصية

ثمة جانب آخر مهم وهو تأثيرات الذكاء الاصطناعي على سوق العمل. بينما يتم استبدال البعض بالآلات نتيجة لتوفير تكلفة العمالة والاستثمار في التقنية، إلا أنه يوجد حاجة ماسة لإعادة تدريب العمال وتوجيههم نحو مجالات جديدة تناسب المهارات الحديثة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. أما بالنسبة للخصوصية الشخصية فقد أصبحت أكثر عرضة للنضوب بفعل جمع بيانات كبيرة بواسطة شركات الإنترنت ذات الصلة بالتكنولوجيا الرقمية والتي تعتمد عليها شبكات الذكاء الصناعي لتحسين أدائها ومواءمتها لحاجات الجمهور المستهدف منها سواء أكانت تلك الحاجات معروفة أم مجهولة المصدر حاليا! وهناك نقاش دائم بشأن كيفية حماية حقوق الأفراد فيما يتعلق بهذه المعلومات وكيف ينبغي تنظيم عمليات الاستخدام لهذه البيانات ضمن الحدود القانونية والمعنوية المناسبة لكافة اطراف العملية الاستخراج والحفظ والإفادة لاحقا وفق سياسات الشفافية المنشود بها عامة .

وفي النهاية ، رغم المخاطر المحتملة لاستخدامات ذكية خارقة للإمكانيات البشرية بدون رقابة كافية ، يبقى دور الإنسان الأساس هو الإشراف والإرشاد للحفاظ علي الإنسانية باعتبارها جوهر عملية صنع القرار واتخاذ الخطوات الناجعه تجاه تحقيق اهداف مشتركة تراعى فيها مصالح الجميع بروح المسؤولية المشتركة .