في جوهر الدين الإسلامي، تعتبر الأخلاق جزءاً أساسياً من حياة الفرد المسلم. وفي هذا السياق، يبرز مفهوم "الشح" و"البخل"، وكلاهما مرتبطان بشكل كبير بالنقاش الديني والأخلاقي. ولكن ما الفرق بينهما؟ وما هي التأثيرات لكل منها على الحياة الدنيا والآخرة؟
الشح: يشير مصطلح "الشح" إلى حالة شديدة من الحفاظ على الأشياء وعدم الاستعداد للتخلي عنها. يمكن أن يكون ذلك بالنسبة للمال أو حتى العلاقات الشخصية. شخص شحيح قد يحافظ بشدة على صداقته أو محبته لشخص معين بدلاً من مشاركتها بحرية. هذه الحالة غالباً ما تكون نتيجة للحساسية الزائدة تجاه الخسارة أو القلق بشأن المستقبل. وفقاً للقرآن الكريم: ((ومن يوق شر نفسه فأولئك هم المفلحون)) [الزمر:9]. هنا، يوضح الله سبحانه وتعالى أنه لمن ينجو من الشح، فهو من الناجين حقاً.
البخل: بينما يعني "البخل" أكثر بكثير من مجرد الحفظ. فهو يتعلق بتأكيد الاستمتاع بما لديك بالفعل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمال. بخيل يحصل على أموال لكنه لا يريد إنفاقها. وهو ليس فقط رفض الإنفاق ولكنه أيضاً نوع من الجشع حيث يتمسك الشخص بما لديه خوفاً من خسارته. وهذا النوع من الطبائع البشرية يؤدي غالباً إلى العزلة الاجتماعية وتدهور الصحة النفسية بسبب الضغط الداخلي المتواصل.
بالانتقال لعلاجهما، فإن التركيز على فهم عواقب هاتين الطبيعتين السلبية مهم جداً. إدراك تأثير السلبيات الروحية والمادية للشح والبخل يمكن أن يساعد الأفراد على تجنب الوقوع في براثنهما. بالإضافة لذلك، تعزيز الإيمان بأجر الله والثواب الأكيد له دور رئيسي. أيضا، قراءة وتدبر آيات القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف يساهم في زيادة المعرفة وحسن التطبيق العملي لهذه التعاليم الغالية.
على الجانب العملي، الابتعاد عن البيئات المشجعة للبخل والشح والحضور الدائم في بيئات تشجع الكرم والجود أمر ضروري للتحسين الشخصي. الدعاء المستمر وتذكير الذات بمقادير الله هما أداة فعالة للتقرب إليه عز وجل ومعالجة تلك الرغبات الشريرة داخلك. أخيرا وليس آخرا، العمل على تطوير الأعمال الصالحة كالتصدق والجود والكرم يعمل كمقاوم طبيعي لتلك الأفعال السيئة ويوجه الطاقة نحو الخير والنفع العام.
وفي النهاية، تحقيق السلام الداخلي والسعادة الحقيقية يرتبط ارتباط وثيق بالقضاء على البخل والشح وضمهما تحت مظلة الأخلاق الحميدة التي يدعو إليها الإسلام.