خطوط الطول ودوائر العرض هما شبكتان خياليتان مهمتان للغاية في علم الجغرافيا والملاحة. تُستخدم هاتان الشبكتان لتحديد مواقع مختلفة على سطح الأرض بدقة عالية، مما يُسهل التخطيط للسفر عبر البر أو البحر أو حتى الفضاء الخارجي.
بدءًا بخطوط الطول، فإنها تمثل مجموعة من الدوائر نصفية تمتد من قطبي الأرض إلى استواؤها. هناك ثلاثة مئةٍ وستين خط طول، وكل واحد منها يفصل بين منطقة "شرقية" و"غربية"، مع اعتبار خط جرينتش الرئيسي المرجعي عند الدرجة الصفريَّة لهذه المسارات. ويتميز كل خط طول بفائدة خاصة تتمثَّل في اختلاف توقيته قليلاً بناءً على الموقع واتجاهه بالنسبة إلى Greenwich Prime Meridian؛ فعلى سبيل سبيل المثال، يوجد فارق زمني قدره أربع دقائق كاملة لكل درجة تغير نحو الشرق أو الغرب. بالإضافة لذلك، تلعب هذه الخطوط دور مهم في تحديد الاتجاه العام لأشعة الشمس أثناء مرور النهار فوق كوكبنا العزيز.
ومن جهة أخرى، نجد دوائر العرض التي تشكل شكلا مختلف ولكن ليس أقل تأثيرًا! تتكون هذه الدوائر أيضًا من عدة دورات حول الكرة الأرضية لكن بنمط أفقي ثابت نسبياً، حيث ترتكز جميع المنتصف بالقرب من نقطة وسط كوكبنا -أي مدار الاستواء-. ويتضح هنا التفاضل المقابل لخطوط الطول؛ فالنتوء الأكبر للدوائر يقترب من مناطق الاعتدال بينما تصبح أقصر تدريجيًا باتجاه قمتَيْ المشهد القطبيين المتطرفتين. وعند النظر للأمام أكثر ، يمكننا رصد بعض الأنواع الأكثر شهرة لدوائر العرض مثل تلك المرتبطة بمواقع اتزان الضوء على وجه الأرض والتي تسمى مدار السرطان ومدار الجدي . وكذلك كذلك محاور النظم المناخية الرئيسية بما فيها المنطقة المعتدلية والمحيط الربيعي والخريفية وغيرهما الكثير... ولا يغيب ذكر الدوال الزوابع الباردة والجليدية ذات التأثير الموسمي الواضح أيضا ضمن الحساب! أخيرا وليس آخرا، تجسد حلقتانا النهائيتيان حدود أقاصي مديات رحلات السفينة العلمينية -حيث يشيران للقمة القمعانية والقمعانية البديلة- فضلا عما سبقهما وهما محل ترقب بحث للباحثين وفناني الرسم علي خلفيات خارطة بلادنا الجميلة !
وبالتالي يتبين لنا مدى ارتباط نتائج هذين العنصرين الأساسيين بروابط عميقة تعمق جمال نظرتنا لمنطقة نفوذنا العالمية وتعكس معرفتنا بتوزيع موارد دولتنا الطبيعية واستقرار أحوال جوهر البيئي بالإضافة لأنظمة نقل واسعة تحكم حركة سكانها داخليا وخارجيا وحفظ سجلات وجود دول جديدة اكتشف حديثا بواسطة عدسات الأقمارالصناعية الحديثة.....
