في اللغة العربية، العام والسنة مصطلحان متقاربان في المعنى، حيث يشيران إلى فترة زمنية مدتها سنة تقويمية كاملة، تتكون من اثني عشر شهراً، وتبلغ مدتها حوالي 365 يوماً وربع اليوم. ومع ذلك، هناك فروق دقيقة بينهما، خاصة عند استخدامهما في سياقات معينة.
أحد هذه الفروق هو التمييز بينهما في القرآن الكريم. في سورة يوسف، نجد مثالاً واضحاً على هذا التمييز. عندما رأى الملك سبع بقرات سمان يأكلن سبع بقرات نحيلات، وسبع سنبلات خضر وسبع سنبلات يابسات، نصحه سيدنا يوسف -عليه السلام- بأن يقوم أهل مصر بالزراعة لمدة سبع سنين متواصلة، لأنها ستكون فترة من الجفاف والضيق. ثم بشرهم بأن هذه الفترة ستتبعها فترة من الرخاء والفرج، حيث قال "عام فيه يغاث الناس".
هذه الآيات تبرز الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم، حيث اختار الله تعالى كلمة "سنة" لوصف فترة الجفاف والضيق، وكلمة "عام" لوصف فترة الرخاء والفرج. هذا التمييز يعكس دقة اللغة العربية وقدرتها على التعبير عن معانٍ عميقة.
في الختام، رغم تشابه العام والسنة في المعنى العام، إلا أن هناك فروق دقيقة بينهما، خاصة في سياقات معينة، مثل استخدامها في القرآن الكريم. هذا التمييز يعكس روعة اللغة العربية وقدرتها على التعبير عن معانٍ مختلفة بكلمات متقاربة.