تعتبر المعلومات المحاسبية عصب العمليات التجارية والإدارة المالية، إذ تقدم رؤى نقدية للدلالة على أداء المؤسسات واقتراح خطط لتحسين النتائج. وفي هذا السياق، تصبح خصائص تلك المعلومات ضرورية للتأكد من فعاليتها ودقتها. تنقسم خصائص المعلومات المحاسبية إلى قسمين رئيسيين هما الخصائص الأولية والثانوية، ولكل منهما دوره الخاص في دعم عملية اتخاذ القرار.
الخصائص الأولية
- الملاءمة: تشير ميزة الملاءمة إلى قدرة المعلومات المحاسبية على تزويد المدراء بالإرشادات اللازمة لإجراء تغييرات حاسمة بناءً على البيانات المتاحة. ومن ثم، تعد دقتها وثباتها أمرًا حيويًا لمنع سوء فهم محتمل أو تقديم قراءات مضللة. إن وجود سجل محكم وشام يتيح التحقق بسهولة ويضمن مصداقية الرؤى المقدمة.
- الإمكانية الجديرة بالاعتماد عليها: تتطلب هذه الخاصية توافقًا مثالياً بين الحقائق المسجلة والمعرفة بالأحداث الفعلية. ومع أنها قد تبدو بسيطة، فإن الحصول على بيانات صادقة تماماً يشكل تحديًا كبيرًا بسبب التعقيد الطبيعي لأعمال الشركات وحجم عملياتها. لكن تأمين ذلك يعزز ثقة المستخدمين بالنظام المحاسبي ويعكس صورة واضحة عن الوضع الحالي للشركة.
الخصائص الثانوية
- القابلية للمقارنة: تُظهر خاصية المقارنة مدى اتفاق مجموعتين أو أكثر من البيانات، مما يسمح بمقارنات هادفة عبر فترات مختلفة لاستراتيجيات محاسبة متعددة. رغم كونها تحديًا، إلا أنه من الضروري صياغة أحكام مبنية على قوة تفكير واضح تدعمه مقارنات منطقية وموضوعية. كذلك، يحسن فهم الاختلافات واتجاهات الزيادة/النقصان قدرة القائمين على اتخاذ القرار داخل الشركة بصورة كبيرة.
- الثبات والانسجام: ترتبط هذه الخاصية ارتباطًا عضوياً بالقابلية للمقارنة؛ فهي تضمن استمرارية النهج المحلي والاستخدام الموحد لمبادئ الحساب لكافة العناصر المالية طوال الفترة المشمولة بالتقرير السنوي. وهذا بدوره يسهم في إنتاج توقعات موثوق بها حول الربحية والأداء العام للأعمال المستمرة تحت النظر، فضلاً عن توجيه قرارات تغيير السياسات المحاسبية إذا اقتضى الأمر إعادة الهيكلة أم التحول نحو نهوج مبتكرة بحسب طبيعة السوق وظروف الأعمال الجديدة الناجمة عنهما.
بهذا التصنيف التفصيلي والتقسيم البناء لهذه السمات، يستطيع المهنيون تحسين معايير اختيار وعرض وإستخلاص نظريات واستنتاجات ذكية محصورة ضمن حدود البيئة التشغيلية القصوى لها. وبالتالي، فإنه ينمي بيئة مليئة بالعمل المثابر والسلس والذي يقارب حل المشكلات بخطوط واضحة وجريئة تكاد تخلو من اللبس والتداخلات المؤدية لبروز نتائج غير مرغوب بها لدى طرفي العملية التنفيذية والعرض التقني.